إن هذه الفوضى وهذه الكراهية العمياء، هي التي تحذر منها مثلًا أصوات حكوميّة وإعلاميّة في ألمانيا.
ديما مصطفى سكران
كاتبة وباحثة سورية
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
إن الفقه، ونظرا لاستناده في غالبه على الاجتهاد في فهم النّصوص واستحضار الأدلّة، يحوي إذن جانبا ذاتيا بشريا
وكيف سأستطيع أن أقبل دعوة الشركة لاحتفال يحييه عازف بيانو، بعد رؤيتي لأطفال يمضون لياليهم القارسة على هدير الطائرات تحت شجر الزيتون في العراء في درجة حرارةٍ تحت الصّفر؟!
ومنذ وطئت قدمي الأرض الألمانية وأنا عالقة في عجب أليس ذاته، ولا أرى الألمان من حولي إلا كأرانب مستعجلة بعيون ملونة وساعات مثبتة
ما يجب الخوف والتخويف منه بالفعل، هو استمرار هذا الهذيان بخلقِ رجالٍ فقدوا رجولتهم الحقة واستساغوا التخلي عن مسؤولياتهم، وخلقِ نساء يملؤهن وهم القوة والاستقلال
إن قاعات الجامعات ومختبراتها هي أشبه بالثكنات العسكرية للأسف، وإن أساتذتها ومدرسيها هم أشبه بضباط الجيش والمخابرات
أما الطب فإن له تاريخا طويلا من التحيز الذكوري، الذي جعله حتى وقت قريب يختلق مرضا كهيستريا النساء، تُشخص به كل النساء اللواتي يملكن أفكارهن الخاصة المختلفة
لم يكن نسبُ أعمال النساء للرجال استثناء، بل كانت النساء يلجأن لهذه الطريقة أحيانا، لكي تتمكن أعمالهن من نيل فرصة التقييم الجاد، بلا تحيزات مسبقة
وحين سُئل الأمين العام لمجلس الإفتاء بجامع الأزهر عن حكم تغطية وجه المرأة في الإسلام في ألمانيا، كانت العبارة الأولى في إجابته: “أنا أحترم خصوصية الوضع الألماني
فانتصار لم تعد السيدة الصامتة صاحبة الابتسامة الخفيفة، التي تظهر بجانب زوجها “الجنتل مان” عبد الفتاح السيسي الذي يحسن استثمار وجودها بجانبه ليلمع صورته