في قلب هذا الإقصاء، تظهر معضلة أخرى أكثر عمقًا: حين يُغلق باب الاقتراع أمام شريحة وازنة من المواطنين.


في قلب هذا الإقصاء، تظهر معضلة أخرى أكثر عمقًا: حين يُغلق باب الاقتراع أمام شريحة وازنة من المواطنين.

العراق يملك كل عناصر الدولة القوية: ثروات هائلة، موقع استراتيجي، تنوع بشري، تاريخ حضاري. غير أن القرار بقي طويلًا في يد من يمثلون العدد لا النوع

لقد فشلت إسرائيل، رغم تفوّقها العسكري الهائل ودعمها الغربي غير المحدود، في تحقيق نصر حاسم. وفشل الغرب، رغم أدواته السياسية والاقتصادية، في فرض روايته على الرأي العام العالمي كما كان يفعل دائمًا.

فالخطاب الطائفي المقيت غذّى أجواء الحقد والكراهية، وأورث العراق جراحا ما زالت مفتوحة حتى اليوم.

هذا يذكّرنا بالمؤتمرات الاستعمارية في القرن التاسع عشر مثل مؤتمر برلين 1884 الذي قسّم إفريقيا على خرائط القوى الأوروبية. يومها كانت الطاولة هي الوجه السياسي للصراع، والطرق والممرات هي وجهه العملي. الي

وفي ظل هذا الواقع، لا يمكن التعاطي مع هذه الظاهرة من زاوية أمنية أو قانونية فقط.

ما يميز الموقف التركي أنه لا يُترجم بالخطاب السياسي فقط، بل يتجلى في لحظات الحسم.

التاريخ يقدم نماذج حيّة على أن المطالبة بالحق لا تموت مع السنين. كوريا الجنوبية انتظرت خمسة عقود قبل أن تنتزع اعتذارًا وتعويضًا من طوكيو لضحايا نساء المتعة.

هذا العجز لا يقتصر على فلسطين. فجرائم موثقة في العراق، البوسنة، سوريا، رواندا، كلها تثبت أن العدالة الدولية تُمارَس حين لا تعارض مصلحة القوى الفاعلة. أما حين تُهدد تلك المصالح، تُؤجل العدالة.

تبدو الولايات المتحدة الأمريكية أكثر حاجة اليوم إلى ضبط إيقاع علاقتها مع العراق استجابة لطبيعة الأحداث التي تدور في المنطقة العربية والعالم.
