يدرك النظام السوري إذن المأزق الذي تعيشه أنقرة، والأسباب التي تحرك رغبتها في تسريع خطوات إعادة علاقاتها به، لذا؛ يتأنى في منح الأتراك الضمانات التي يسعون إليها.
صالحة علام
. حاصلة على الماجستير في الاقتصاد.عملت مراسلة للعديد من الصحف والإذاعات والفضائيات العربية من تركيا
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
طهران الراغبة بشدة في الثأر من دولة الاحتلال وجدت أن تدخلها كطرف خفي في المباحثات الدائرة للتوصل إلى وقف الحرب -تحت غطاء القبول بمبررات الوساطة التركية- يعد فرصة ذهبية.
تركيا من جانبها تدرك تماما أن إيران لن تتراجع مطلقا عن الرد على عملية اغتيال هنية، التي مثلت انتهاكا صارخا لسيادتها، وتهديدا خطيرا لأمنها القومي.
البعض يتساءل عن الأسباب التي تقف وراء هذا الموقف التركي الذي يشير إلى انحياز واضح للحق الفلسطيني، وإدانة كاملة لكافة ممارسات الكيان الإسرائيلي الوحشية، وهو يخالف موقفها مع بداية طوفان الأقصى.
ترى أحزاب المعارضة الرافضة للقانون أن الائتلاف الحاكم يسعى بهذا القانون للانتقام منها بعد هزيمته أمامها في الانتخابات المحلية، وخسارته الكثير من البلديات الكبرى.
فالعلمانيون الأتراك المرتبطون ارتباطًا وثيقًا بالغرب في كل شيء لديهم قناعة تامة أنهم الوحيدون أصحاب الحق في الاستئثار بالسلطة والثروة في البلاد، كونهم الطبقة المتحضرة، والأكثر علمًا وثقافة.
حتى من داخل حزب العدالة والتنمية نفسه خرجت أصوات تطالب بضرورة إعادة النظر في سياسة تعاطي الحكومة مع ملف اللاجئين.
الحزب الوحيد الذي أعلن انفتاحه على مبادرة أردوغان هو حزب الديمقراطية ومساواة الشعوب الذي يمثل الأكراد على الساحة السياسية.
وعلى صعيد حزب العدالة والتنمية الحاكم فإن اللقاءات والحوارات التي تتم بين قياداته ووزرائه في الحكومة مع قيادات ونواب الشعب الجمهوري أثارت غضب شريكه في الائتلاف الحاكم.
يدرك بوتين أن تركيا تحدد أولوياتها وفق مصالحها خاصة الاقتصادية منها؛ لذا أعاد الحديث مجددا عن رغبته في تحقيق حلم أردوغان بتحويل بلاده إلى مركز للطاقة.