ما كشفت عنه الكاميرات من داخل قطاع غزة خصوصًا في شمال القطاع، لا ينبغي إطلاقًا التعامل معه بهذه الأريحية التي تتحدث الآن عن إعادة الإعمار والتبرعات والإغاثة وما شابه ذلك.

رئيس تحرير الأهرام سابقا
ما كشفت عنه الكاميرات من داخل قطاع غزة خصوصًا في شمال القطاع، لا ينبغي إطلاقًا التعامل معه بهذه الأريحية التي تتحدث الآن عن إعادة الإعمار والتبرعات والإغاثة وما شابه ذلك.
نسبة مشاهدة بيانات (الملثم)، أو أبو عبيدة، الناطق الرسمي باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح الرسمي لحركة حماس، كانت أكثر من مشاهدة المؤتمر الصحفي لرئيس الوزراء بنيامين نيتانياهو ووزير دفاعه.
نماذج كثيرة، من الولايات المتحدة الأمريكية، إلى النرويج، إلى داغستان، إلى جنوب إفريقيا وغيرها، دللت من خلالها الشعوب على أنها ليست في حاجة إلى قرارات حكومية أو رئاسية.
يجب أن نبدأ بجامعة العرب (جامعة الدول العربية) وجدوى وجودها من الأساس، من خلال دراسة ما تحقق عبر اجتماعات وزارية وأخرى على مستوى المندوبين على مدى 78 عاما، هي عمر الجامعة.
لم تحصل دولة الاحتلال على أسلحة متطورة ومركبات مصفحة وذخائر ذكية من أجل الانتقام فقط، ولم يهرول قادة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا إلى إسرائيل من أجل القضاء على حركة حماس فقط.
يجب أن نعترف بأن حروب ومواجهات ما بعد التحضر المزعوم تحصد الآن الآلاف وعشرات الآلاف من الأرواح في يوم واحد، بل في ساعة واحدة، وربما في دقائق معدودة، مقارنة بحروب ومواجهات أزمنة وعصور الجاهلية.
لا تعود القضية الفلسطينية بين فينة وأخرى إلى الساحة من خلال المقاومة الإسلامية هناك، ممثلة في جناحيها (حركتي حماس والجهاد)، إلا وينتفض الشارع العربي بالتأييد والدعاء.
سوق المواطنين الشرفاء في مصر يزدهر في المواسم السياسية، مزدهر هذه الأيام أمام مقار الشهر العقاري حيث توكيلات المرشحين للرئاسة، لن تشاهدهم داخل هذا المقر أو ذاك، لأن هدفهم ليس التوكيل.
تؤكد كل الشواهد أن الكثير من هذه الأسر لا تستطيع مواجهة أعباء الحياة، لا بتوفير قوت اليوم، ولا بالالتزامات الدراسية.
الغريب في الأمر، هو أن الداخل والخارج معًا، لن يعترضا أبدًا على ذلك السفه في الإنفاق على هذه المسرحيات السياسية المبرمجة سلفًا على حساب المواطن الفقير الذي يتضور جوعًا.