المشكلة لا تتعلق بالسودان كدولة، وإنما بالاتحاد الإفريقي كمنظومة تحتاج إلى حزمة إصلاحات صارمة، تضع حدًّا للفساد الذي فاحت رائحته داخل المفوضية.

المشكلة لا تتعلق بالسودان كدولة، وإنما بالاتحاد الإفريقي كمنظومة تحتاج إلى حزمة إصلاحات صارمة، تضع حدًّا للفساد الذي فاحت رائحته داخل المفوضية.
بموت زعيم فاغنر المؤكد والاختفاء الغامض لحميدتي، أو مقتله أيضاً، وفقاً لشكوك عديدة قوية، تبرز أسئلة مهمة حول ما يمكن أن يحدث، خصوصاً مع تركة الرجلين، فاغنر والدعم السريع
من الطبيعي أن تتدخل أطراف خارجية في هذا القتال، لأن للسودان حدودًا مفتوحة مع سبع دول، وثروات هائلة تحت الأرض وفوقها جلبت أطماع المحاور الكبرى.
بدأت الأزمة بضرب حصار محكم على مقر الرئيس بازوم، الذي رفض الاستسلام والتوقيع على خطاب الاستقالة، والرضوخ لشروط الحرس الوطني، المسنود بالجيش وقوى خارجية.
لم يعد للبيت أثر، ولا وجود للعائلة التي كانت تجتمع على مائدة الطعام السوداني في حميمية. البيت احتلته قوات الجنجويد، واتخذته سكنًا لأفرادها، يلتقطون الصور بالبنادق والأزياء العسكرية من داخل غرف النوم.
احتياطي الذهب جعل حميدتي أغنى الرجال حاليًّا في إفريقيا، وقد انطلقت رحلة الثراء بدءًا من السيطرة على جبل عامر في دارفور، عبر شركة الجنيد، تلك التلال الذهبية المملوكة لأسرة دقلو بالكامل.
لعل مشاهد الاغتصاب الموثق بهواتف المجرمين، رسمت صورة سوداوية لما يمكن أن يحدث إذا سيطر الدعم السريع على السودان بالقوة، ولا سيما أن حميدتي لا يملك أي سيطرة على قواته.
السؤال الذي حاصر جميع مستشاري حميدتي، يتعلق بمصيره: أين هو الآن؟ ولماذا كف عن الظهور والمقابلات الصحفية؟ لقد فشلت جميع محاولاتهم لإقناع الجمهور بمكان وجود قائد التمرد، والمنطق وراء ذلك الاختفاء.
أوقف جنود الدعم السريع “الباص” الصغير الذي يقلنا، وأشهروا في وجوهنا السلاح، ثم طلبوا منا هوياتنا، وأي بطاقة عسكرية يتم التحفظ على صاحبها.
حميدتي صرف أموالًا طائلة لتدريب قواته وتسليحها، واستعان بمنظومة فاغنر الروسية العسكرية، وسعى لصناعة قوة موازية للجيش، من أجل هذه المواجهة التي حدد لها ساعة الصفر.