وفي جائحة كورونا الكاشفة واجه الشعب المصري الكارثة وحده وبصدر عار دون أي دعم أو مساندة حكومية وبأدوات ومستشفيات صلاحيتها منتهية منذ سنوات
محمد منير
محمد منير كاتب صحفى مصرى، يساري، وعضو نقابة الصحفيين المصريين
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
أجبرنا كورونا على تأجيل الصراع من أجال الحفاظ على حياتنا، وهذا مبرر اعتاده المصريون، الذين طالما أجلوا أي حراك سياسي من أجل التغيير بسبب وجود طارئ
وأفهمني أن الشكوى الجماعية تعتبر تمردا، ولو هناك مشكلة فعلى كل فرد التقدم بشكوى عن نفسه، وأنهى كلامة بتعبير “الجيش فيه أنا مافهوش إحنا”
الموت ليس مؤرقا، ولكن المؤرق هو الوقوف في هذا الخلاء عرايا من أي تحصينات أو حماية في انتظار الموت يخبطنا من أي جهة بينما رفاق لنا نعرفهم أو لا نعرفهم يسقطون كل لحظة أمام أعيننا،
، فالوضع في مصر واضح بجلاء حيث القمع يطول الشعب المصري بكل طوائفه وفئاته، والجماعة الصحفية جزء من هذا المجتمع لهم ما له وعليهم ما عليه
النظام يتخذ من الأحداث وسيرة الشهداء وألام أسرهم وسيلة لخلق حالة من الاستنفار تجاه الالتفاف حوله وتأييده بدلا من وضع يده على الأسباب الحقيقية للأزمة
ونجح الكمين المنصوب للشعب المصري وغادر الرجل الحكم بعد عام من انتخابه ودون أن يتمكن من ممارسة مهامه وتم اعتقاله هو والمحيطين به ومات في المعتقل
أي نظام هذا الذي يواجه الأوبئة والكوارث وجبهته الداخلية مهترئة ما بين مسجون وجائع وضائع ومريض وفقير؟!
إحقاقا للحق لم تتبوأ كورونا حتى الآن المرتبة الأولى في المسببات الاستثنائية لحصاد الأرواح في مصر
الغريب هو صدور عبارات الترحم والنعي والمواساة والمدح من أشخاص لهم مواقف متناقضة مع معناها، وهو ما يشير إلى زيف مواقفهم أو زِيف مواساتهم