على الأرض العربية شاء اليسار أم أبى، الإسلاميون الآن وهنا وبكل نواقصهم هم الحركة الاجتماعية الحقيقية التي تهدد مصالح الغرب في المنطقة العربية.

استاذ علم الاجتماع بالجامعة التونسية
على الأرض العربية شاء اليسار أم أبى، الإسلاميون الآن وهنا وبكل نواقصهم هم الحركة الاجتماعية الحقيقية التي تهدد مصالح الغرب في المنطقة العربية.
كشف الصراع أن التيار الديني يتطور نحو فكرة دمج الثقافة الأصلية بالتحديث الغربي لذلك لم يجد غضاضة أن يكون متدينا ويؤمن بالديمقراطية السياسية/جوهر التحديث السياسي الغربي.
في هذه الأيام، تتناثر مقالات على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن ما يمكن أن يقع في المستقبل المنظور، وهل هناك حل سياسي يتهيأ لوضع حد لحكم قيس سعيّد؟
كيف سيواجه الشرع خصومه؟ إذا انطلق من أن خصوم الداخل لا وزن لهم ولا قيمة إلا بالسند الخارجي فإن الطريق أمامه مفتوحا للحديث المباشر مع الكفيل الخارجي لا مع العميل الداخلي.
إن الذين ذهبوا لحضور الجنازة ساروا قبل ذلك في جنازة الديمقراطية في تونس، وزغردوا لإسقاط برلمان منتخب وإلغاء دستور مجمع عليه.
كأن إسلاميي سوريا المنتصرين مختلفون عمن عرفنا من القيادات الإسلامية أو كأن الغرب الذي يرحب بالرئيس الشرع بدأ يغير اقتناعاته وخططه السياسية اتجاه الإسلاميين.
يقف اليساري العربي كالغصة في حلق الشعوب، لأنه يقدم معركته الأيديولوجية على المعركة ضد الفقر وغياب العدالة، ولا يظهر لنا أفق لتجاوز هذه المعركة إلا بحسم عنيف يخشاه الضحايا قبل المجرمين.
القوميون العرب سعداء جدا بما فعلوا بالتيارات الإسلامية (الإخوانية وغيرها)، وهم يحسبون عدد القتلى في مكاسبهم، ولكن ما هو مكسب الشعوب من هذه الانتصارات؟
اتهم أنصار بشار الإسلاميين وحلفائهم بتنظيم رحلات تسفير مقاتلين لما سموه الحرب الأهلية السورية، فدفع الإسلاميون ثمنا مكلفا لهذه التهمة.
في الطريق إلى الديمقراطية سقط القوميون العرب نهائيا وسيبقى لهم حق اللطم في الحانات. وقد سقط اليسار قبلهم فتحول إلى مخبرين. وسيقيس صندوق الانتخاب مهما تأخر زمنه حجم كل مكون في كل مشهد.