محمود إبراهيم يكتب: الأخلاق بين التخلى والتحلي

لمن يريد التحلي بالخلق الحسنة عليه التخلي عن الخلق الفاسد.. ومن أبرز ما يجب التخلي عنه في هذا الصدد هو: الأفعال التي تناقض الأقوال.يتبع

لمن يريد التحلي بالخلق الحسنة عليه التخلي عن الخلق الفاسد.. ومن أبرز ما يجب التخلي عنه في هذا الصدد هو: الأفعال التي تناقض الأقوال.


بعض الناس يمتلكون معسول الكلام ويقسمون بالأيمان المغلظة كثيرا أنهم من الصادقين، وقد يبدو على محياهم أنهم يصلون، وقد يوهمون الناس أنهم يبكون أو أشد خشية لخالقهم من غيرهم.

أرجوكم الحذر الحذر إذا وجدتم هؤلاء لا يصحبون ادعاءاتهم الظاهرة بأعمال صادقة مطابقة لما أمر الله ونهى، وموالاة ظاهرة لله ورسوله والمؤمنين. فإذا أفسدوا وفعلوا المنكرات؛ فحولوا العدل إلى استبداد، والخصام إلى فتنة وفجور في الخصومة

 ووالوا أعداء الدين والمسلمين وظاهروهم على إخوانهم ومواطنيهم، واستباحوا الدماء المعصومة بغير حق، واعتقلوا الأبرياء بتهم ملفقة، وأشاعوا الأكاذيب، واستخفوا بالعقول ونشروا الخلاعة والفواحش، وسرقوا المال العام، وسبوا وشتموا؛ بل يسبون أحيانا أهلهم والناس لأنهم خالفوهم في مكرهم وفسادهم؛ فاعلم أن هؤلاء منافقون أو بهم خصال النفاق؛ بل أشد الناس خصومة لك.
اقرأ كلام رب العالمين: “ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام .

وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد” (البقرة). وتفسير ما حدث لهؤلاء المجرمين في قوله تعالى: “ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون” (الزخرف).

 لأن الله العدل علم خبث هؤلاء بعد أن خالفوا بقلوبهم ما أمر به فأوكلهم إلى شياطينهم الذين زينوا لهم سوء أعمالهم فظن الفاسدون أنهم يحسنون صنعا؛ بل والأنكى أنهم يتبجحون ليزينوا للناس الفساد إصلاحا والاستبداد عدلا والقسوة رحمة .. هل نرى هؤلاء حولنا؟ نعم نراهم في مواقع عدة وغالبا في أعلى المناصب.. على الجميع واجب نصحهم فإذ لم يرتدعوا فيجب فضحهم ومجابهتهم وهذا أعلى درجات الإيمان، ومن لم يستطع فلينكر بقلبه ولا يخذّل من يقوم بهذا الواجب حتى لا يلقى مصير المشاركين مع هؤلاء المفسدين.

محمود إبراهيم

مدون مصري

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها


إعلان