موجة الجذر الثوري حتما ستنتهي وتنتصر ثورتنا لأن كل مقومات الثورة تتراكم يوما بعد يوم. يتبع

ها هو يناير جديد وعلى ثورتنا شهيد. ما زلنا في مرحلة الجزر الثوري منذ عام 2013 والتي حتما ستنتهي لتعود ثورتنا عفية أقوى مما نظن نحن أيضا.
تماما كما وعد وهدد الدكتور محمد البلتاجي أحد أعضاء المجلس العسكري ونحن في رابعة حينما اتصل به ذلك العضو ودار بينهما حديث لا أذكر موضوعه لكنى أذكر كلمة البلتاجي له: “مبروك عليكم هذه الجولة فلان باشا لكن اعملوا حسابكم الموجة الجاية مش ح تكونوا قدها ولن تستطيعوا الوقوف أمامها”.
قلت إن موجة الجزر الثوري حتما ستنتهي وتنتصر ثورتنا لأن كل مقومات الثورة تتراكم يوما بعد يوم.
إن الذى يحكم المنطقة وليس مصر وحدها منذ الخمسينيات نظام إقليمي شاخ وفي مرحلة احتضار بما في ذلك نظام يوليو.
منظومة حكم يوليو 1952 انتهت وبقى أن نواريها التراب ولا يؤخر ذاك شيء إلا أننا لم نبنِ البديل بعد.
ما انتهى ليس فقط مؤسسات دولة يوليو وتوابعها الإقليمية بل المفاهيم المؤسسة لها والمؤسسات التي نشأت معها.
فلا قومية عربية أو جامعة دول عربية. انهار الأمن القومي الإقليمي والقُطري لكل قُطر منفرد وللبلاد العربية مجتمعة.
الصهاينة أصدقاء، وإيران تتحكم فيما يقرب من نصف الأقطار العربية، التنظيمات الحاكمة والمعارضة التي كانت تتصدر المشهد منذ الخمسينيات اختفت أو تحتضر ولا أمل في تعافيها.
على الجانب الآخر بنت الثورة منظومة قيمها فالحرية هي القيمة العليا على سائر القيم في المصفوفة القيمية لجيل الشباب.
والأنظمة المستبدة لا ظهير سياسي لها ومصر نموذجا لحكم عسكري استبدادي بلا تنظيم سياسي يملك رؤية ويحرك أنصارا بل إنه مؤخرا بات بلا حليف سياسي.
والنظام في أزمة كبيرة تصل لحد العداء المتبادل مع الشباب الذين هم المستقبل للبلاد قتل منهم في ملاعب الكرة والجامعات والمساجد وميادين الثورة، وتم منعهم من الأعمال الخيرية والتنموية والسياسية بل من أي تنظيم.
فمن حظر 6 أبريل لتهميش ومطاردة اتحادات الطلبة إلى حظر جمعيات ثقافية كيقظة فكر ومكتبات الكرامة والتضييق حتى على الأعمال الخيرية الغير سياسية لمطاردة الألتراس.
كل هؤلاء الشباب في خصومة حقيقية مع النظام. لا أمل لهم في مستقبل إلا بعد زوالها.
قال النظام إن عام 2016 هو عام الشباب فإذا به يشهد أعلى معدلات الانتحار في تاريخ مصر بين الشباب وأكبر عدد من المعتقلين من طلبة الجامعات وحتى ملاعب كرة بلا مشجعين من شباب الأندية.
لذا يمكننا الجزم أن ما تم للآن هو انتهاء مشروعية النظام الحالي وأقصد بها مشروعية يوليو إذ أن حلقته الأخيرة أصلا بلا مشروعية تأسيس أضف لذلك فشله في إيجاد مشروعية إنجاز نتيجة الفشل الاقتصادي الناتج عن سوء بل غباء الإدارة والفساد الغير متصور والغير مسبوق.
على الجانب الآخر كسبت ثورتنا معركة القيم وكسبت الشباب ومن يكسب هاتين الجولتين اليوم يحسم المعركة غدا وإن غدا لناظره قريب.
د. أحمد رامي
ناشط سياسي مصري
المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها