هل أتاك حديث اليمن؟

اليمن ذلك البلد العريق صاحب التاريخ الحافل الذي يتحدث عن مدن عريقة وعن أصالة ممتدة منذ قرون لم تُمح للحظة.

يمر اليمن الذي كان سعيدا اليوم بأصعب الفترات في تاريخه، فاليمنيون بين نيران الأشقاء وأبناء البلد والجار الطائفي الطامع في كل شيء يوحي إلى النفوذ.

وبين مرض فتاك اسمه الكوليرا كان للحرب دور كبير في انتشاره  بشكل مخيف فأصاب الآلاف وأسقط الآلاف ولايزال يحصد الأرواح لحد الساعة .
وتحت مسمى المناطق المنكوبة أطلقت منظمة الصحة العالمية دعوتها الأخيرة لإنقاذ ما تبقى من اليمنين من  الكوليرا القاتلة والمخيفة .
وليست الكوليرا  لوحدها من تفتك باليمنيين فقد تحدثت تقارير أممية عن تسجيل انتهاكات لحقوق الإنسان، كان ضحيتها الآلاف ما بين التعذيب والتصفية الجسدية والسجون السرية وارتكاب مجازر بحق آلاف  اليمنيين .
الأمر الذي دفع بريطانيا والسويد الغربيتين إلى دعوة لاجتماع عاجل لمجلس الأمن لمساءلة التحالف العربي الذي تقوده الرياض بشأن ارتكابه مجازر بحق مدنيين .

وسيتم التحقيق مع التحالف العربي أولا؛ أليس هو صاحب الطلة الجوية في الخامس والعشرين من مارس/ آذار 2015 تحت مسمى “عاصفة الحزم” التي لم تكن حازمة بقدر ما كانت نتائجها عاصفة بكل أحلام اليمنيين.

وتحمل اليمن وزرا آخر من أوزار حرب لا ناقة للشعب اليمني فيها، غير أطماع بعض من أبناء اليمن حملوا لواء إيرانيا وقاتلوا به أنفسهم أولا قبل أن يقاتلوا ما تبقى من شعب اليمن غير السعيد بما يحدث له .
وليست الأطماع الحوثية القادمة من طهران لوحدها فقد كانت عيون عربية أخرى على اليمن وثرواته ومينائه، وقد خططت وعذبت وأنشأت سجونا سرية لتصفية الحسابات وتحت غطاء التحالف العربي .
تلك إمارات  اختارت أن تزيد من جراح صنعاء ومآسي عدن وحسرات تعز التي كانت ما كانت، فأصبحت مدنا لدفن الجنائز والصلاة على الأموات والمستشفيات الممتلئة بالمصابين بأمراض سببها الحرب .

حديث اليمن اليوم مؤلم جدا كله مآسي يدفع ثمنها اليمنيون دون ذنب سوى أنه شبابا ثار لتعيش باليمن، مات الشباب، ولم يسمح لليمن بأن تعيش كريمة وعزيزة كما كانت دائما.

فإلى متى ستظل اليمن تدفع الثمن؟ من يوقف نزيف الدم بصنعاء ويضمد جراح عدن ويواسى أبناء تعز فيمن فقدوا؟ اليمن كله اليوم قلب واحد مجروح يتمنى أن يعود كما كان سعيدا.

فليت الزمان يعود يوما فنخبره بما فعل باليمن.

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها


إعلان