بريطاني ينحدر والده إلى أصول ليبية ولدى وصوله إلى مطار الإسكندرية ألقت السلطات المصرية القبض عليه بعد تفتيش هاتفه النقال والعثور على مستند الجريمة وهي صورة لطائرة عسكرية، قالت السلطات إن الشاب البريطاني التقطها من نافذة الطائرة ويواجه الآن تهمة التجسس بالطبع لصالح بريطانيا..
هذه الدولة المتقدمة في العالم ترى السلطات المصرية أنها ارسلت مواطنها خصيصا لمصر لتصوير الطائرة العسكرية التي هي بالأساس من صنع الدول الغربية وقد يكون بريطانيون شاركوا في صنعها وتصديرها إلى مصر وهي طائرة تطير أمام الناس ويراها الجميع.
هذه القصة المجنونة ذكرتني بلافتات وضعت خصيصا على الطرق الرئيسية موجهة للإخوة السياح تقول يحظر على غير المصريين الخروج عن الطريق الرئيسي.
السؤال فلماذا يأتي السياح إلى مصر هل ليواجهوا تهم التجسس عند التقاطهم للصور أثناء رحلتهم أم للسير على الطرق الرئيسية ليتفرجوا على الكمائن الأمنية، وهي تفتش سيارات المواطنين..
الحقيقة أن النظام الحاكم في مصر الآن يريد أن يقول بمثل هذه القضايا التافهة لعامة الناس إن العالم يتآمر على مصر ويرسل الجواسيس لتصوير طائرات الجيش من نوافذ الطائرة
أمر مضحك فلماذا ترابط الطائرات الخطرة بجوار مطار مدني يراها القادم والمغادر أثناء الاقلاع والهبوط؟ إن المجانين في نعيم حقا.
واختم بهذه القصة القصيرة من سيناء بعد تهجير أهالي رفح وسكان القرى بالشيخ زويد وتجريف المزارع والمنازل، كان يحتفظ عدد من المواطنين بغرض الذكرى والحنين بصور أخيرة لمنزله ولمكانه الذي تربى فيه ونشأ، وعند مروره على الأكمنة المتناثرة في عموم مصر من يجدون في هاتفه صورا لمنزله أو مزرعته التي دمرت وجرفت يتم اعتقاله بتهمة تسريب مواد وصور ممنوعه!
هل من مجال للعيش هنا؟!
المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها