يعتبر اليوم وفاة ماد ماكس ضربة قاصمة لهذه الفكرة، و يبقى العمل الحقيقي من أجل القضاء على العديد من الخزعبلات البالية التي ما زال يغذّيها الجهل المركّب.
وفاة رائد فرضية الأرض المسطحة هل هي نهاية هذه الفرضية؟
توفي منذ فترة ليست ببعيدة، الأمريكي مايك هيغنز، في حادث انفجار صاروخه أثناء إحدى تجاربه لإثبات أن الأرض مسطحة ،إذ كان حلمه الذهاب إلى الفضاء من أجل ألا يرى يوما تحدب الأرض .
أمام عدسات القنوات التلفزية أراد مايك أن يطير بصاروخه الذي يعمل ببخار الماء حوالي 1500 مترا .لكن فشلت المحاولة على مسافة 600 متر، كي تنتهي التجربة بهلاكه.
ويجدر بالذكر، أنّ مجموعة من الأشخاص يصرون على أن كوكبنا مسطح، وشهدت هذه النظرية انتشارا عبر الإنترنت في السنوات الأخيرة، مع بذل أصحابها جهدا كبيرا في إعداد تفسيرات بديلة عن سبب الاعتقاد بأن الأرض مستديرة، في حين أنها مسطحة فعلا، حسب وجهة نظرهم .
ووصل بهم الحال إلى تأسيس جمعيّات بهدف دحض كرويّة الأرض، وفي الحقيقة، فإن كروية الأرض تلائم بوضوح كلّ الملاحظات التي أجراها العلماء منذ آلاف السنين ، وفي حال كانت مسطحة كما يشاع، فلن تتصرف مثل الكوكب الذي نعرفه اليوم وسينهار كل شيء عليها بشكل كبير ومميت.
يعتبر اليوم وفاة ماد ماكس ضربة قاصمة لهذه الفكرة، و يبقى العمل الحقيقي من أجل القضاء على العديد من الخزعبلات البالية التي ما زال يغذّيها الجهل المركّب
إذ كي يتسطح كوكب ما بمثل ما يعتقده هؤلاء لابد أن تكون سرعة الدوران الكوكب كبيرة جدّا، وهذا من شأنه أن يدمر هذا الجرم ويمزقه إلى جزيئات صغيرة.
في تونس و في 2017 قدمت أطروحة الدكتوراه الّتي أرادت فرض تسطّح الأرض مع رفض كل ما سبق من أعمال علمية على مدى آلاف السنين.
وسعت حينها الجمعية التونسية لعلوم الفلك إلى تنبيه الرّأي العامّ و أصحاب القرار لإيقاف هذه المهزلة التي كادت تمر لولا الحملات المتكررة للمجتمع العلمي و المجتمع المدني.
ونوضح أن التفسيرات التي يعتمدها أصحاب فكرة الأرض المسطحة ليس لها أي أساس علمي في الرياضيات ولا في الواقع المادي، و يعتقد مناصرو هذه الفكرة أن كل العلماء الذين هم ضدها هم متحدون في مؤامرة واسعة لأسباب لا يمكن فهمها.
و يعتبر اليوم وفاة ماد ماكس ضربة قاصمة لهذه الفكرة، و يبقى العمل الحقيقي من أجل القضاء على العديد من الخزعبلات البالية التي ما زال يغذّيها الجهل المركّب إلى اليوم و تؤرق العلماء.
وما فكرة الأرض المسطحة إلاّ واحدة من مئات الأفكار التي وجب إسقاطها كسقوط ماد ماكس.
المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها