خطاب الرئيس

الرئيس الفلسطيني محمود عباس

على مدار ٢٥ عاما قضاها الرئيس محمود عباس في السلطة الفلسطينية، أغلق فيها أذنيه و نئا بنفسه عن  كل نصيحة تطالبه بمراجعة سياسته تجاه إسرائيل و الولايات المتحدة الأمريكية
وها هو اليوم يطل علينا الرئيس  محمود عباس اليوم عبر وسائل الإعلام معلنا أنه بحل من كل الاتفاقات الموقع مع إسرائيل و الولايات المتحدة الأمريكية.
لا أعلم هل كان إعلان الرئيس هذا إعلان فردي ،أم أنه جاء بعد مشورة !
هل إجتمعت اللجنة المركزية لتصوت على هذا القرار؟ و ما هو موقف الدول العربية منه؟ هل كانوا على علم بالخطوة التي سيتخذها الرئيس؟.
وماذا عن وقف ملك الأردن؟ فالكل يعلم أن الأردن ستكون جزءا أصيلا في أي قرارا أو حدث يخص الفلسطينيين.

بل إن الأردن سيتحمل الجزء الأكبر من تبعات قرار مثل هذا، لاعتبارات عدة أهمها أنه هو “الوطن البديل”، كما ترشحه إسرائيل والولايات المتحدة دوما ولأن الأردن يملك أكبر جالية فلسطينية فوق ترابه.
صراحة الخطاب فتح باب التساؤلات لملايين الفلسطينيين سواء في الداخل أو بالشتات أو بأراضي الـ٤٨، و حتى لكل متابع و مناصر للقضية الفلسطينية فالخطاب فتح باب لجميع التكهنات و الاحتمالات التي قد تحدث في المستقبل.
و لعل أول الأسئلة التي راودتني شخصيا، وراودت كل فلسطيني، ما هو الوضع القانوني للسلطة الفلسطينية بعد إلغاء هذه الاتفاقات والتي كانت أساسا لإنشاء السلطة و عودتها لداخل فلسطين؟ وما مصير التنسيق الأمني مع إسرائيل، و الذي وصفه الرئيس عباس في يوم من الأيام بأنه مقدس، ولا يمكن أن يتوقف عنه، فهل سيستمر التنسيق الأمني اليوم  أم سيتوقف ؟

 هل سيحل هذا القرار القضية؟ هل سيعيدنا إلي فلسطين؟هل سيمنحنا الدولة التي ننتظرها؟

فإعلان الرئيس إلغاء الاتفاقات يعني أن المسؤولية التي كانت على عاتق السلطة ستنتقل الي إسرائيل بصفتها دولة محتلة.
 ما هو موقف إسرائيل هنا؟ أمنها وأمانها و هما خط أحمر لديها؟ هل ستسمح إسرائيل بأن يترك عباس الجمل بما حمل لنجد نفسها تتحمل مسؤوليه قرابة ال ٣ مليون نسمة يعيشون في الضفة؟.
وماذا عن غزة ! أو  القطاع المحاصر ( بنت البطة السودة ) كما يحب الغزيون أن يطلقوا عليها على أنفسهم  ماذا عنهم من هذا الإعلان.
مليونا فلسطيني قابعون  في غزة في ظل ظروف اقتصادية و اجتماعية لا تخفي على أحد ، هل كانت غزة في حسابات الرئيس بإعلانه إلغاء الاتفاقات أم كالعادة غابت؟

ماذا لو كان هذا القرار  في عهد الرئيس الراحل ياسر عرفات حين تطاولت الدبابة الإسرائيلية عليه و حاصرته في مقاطعته قبل ١٨ عاما

اليوم علينا أن نبحث عن دور منظمة التحرير، الممثل الشرعي و الوحيد للشعب الفلسطيني والتي أنهال على دورها الضباب و عدم الشفافية ،فباتت ممنوع الاقتراب، ممنوع الاعتراض، ممنوع النقد، منظمة (ون مان شو) كما يريدونها، متى سنراها ممثلة فعليا لنا كشعب فلسطيني محتل سواء كنا في الداخل أو في الشتات ؟ وأين هي من هذا القرار .
وأخيرا  هل سيحل هذا القرار القضية؟ هل سيعيدنا إلي فلسطين؟هل سيمنحنا الدولة التي ننتظرها؟
استفهامات كثيرة و غيرها الكثير والكثير من التساؤلات التي دارت في مخيلتنا كفلسطينيين بعد قرار السيد الرئيس.
لكني أود القول بإن هذا القرار متأخر جدا، شخصيا تمنيت لو كان في عهد الرئيس الراحل ياسر عرفات حين تطاولت الدبابة الإسرائيلية عليه و حاصرته في مقاطعته قبل ١٨ عاما تقريبا و بالتحديد في 29 مارس/آذار 2002.

 يوم أن قال شارون للزعماء العرب في مؤتمر القمة العربية في بيروت أن مبادرتهم العربية لا تستحق ثمن الحبر التي كتبت به ..لكن ما جدوى هذا القرار اليوم ؟ مازالنا نبحث عن إجابة لدي السيد الرئيس .

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها