+١٨…..+١٦….+١٢
-أغلق التلفاز
-إذا لم يعجبك ما يعرض فلا تشاهد.
هناك نوع من الإعلام القميء صار يطل علينا كل يوم بموضة جديدة، ثم يطلب منك أن تتقبل ما يعرض، أو أن تقوم بإغلاق التلفاز.
وأن لم تفعل واعترضت على ما يقدمه هذا النوع من الإعلام يقومون بلومك بجملة عجيبة ما أنزل الله بها من سلطان لو مش عاجبك متتفرجش !!
ذكرنى ذلك بالجملة التى يرددها كثيرون فى بلادي عندما ترتاد إحداهن الحافلة للذهاب إلى عملها، ثم تفاجأ بشخص دنيء يتحرش بها، فما يكون منها إلا أن تصرخ فى وجهه فتفاجأ به وهو يكيل لها بكلمات ويدعمه بعض ممن انتزعت النخوة من قلوبهم وعقولهم قائلين: لو مش عاجبك انزلي خدي تاكسى.
لماذا يجب أن نتقبل بعض النماذج السيئة فى مجتمعنا !
لو عدنا بالذاكرة عدة أعوام للوراء وقمنا بعمل حصر للمسلسلات التى تم عرضها على التلفاز لوجدنا أنه لم يكن هناك أى ممثلة يسمح لها أن ترتدى ملابس خليعة أو حتى مكشوفة ممنوع القبل والأحضان ومظاهر القرب الحميم بين الزوجين مثل مسلسلات : ليالى الحلمية..رأفت الهجان..أرابيسك..المال والبنون..الضوء الشارد..حتى رأفت الهجان الذى كانت بعض أحداثه تدور خارج مصر لم يكن مسموحا للممثلات أن يظهرن بأي ملابس غير لائقة.
لم يكن دارجا فى مسلسلات كثيرة بعض الألفاظ الخارجة أو النابيةوكان الهدف هو إيصال فكرة معينة -اتفقنا معها أو أختلفنا- إلا أنها لم تكن تضرب، فى كل المعتقدات الدينية والمجتمعية عن طريق بث كل النماذج السيئة فى مسلسل واحد بحجة ان هذه النماذج تعيش معنا فى المجتمع .
بل كانت بعض تلك المسلسلات تؤصل لفكرة العائلة و تقاليد المجتمع والوازع الدينى وأهميته.
يجب أن نقف يدا بيد حتى نمنع مثل هذه المهازل أن يقوم كلا منا بعمله فى منع مثل تلك البرامج والمسلسلات إما بإبداء الرأى أو حتى بالمقاطعة.
دعنا نفرق هنا بين حالتين : عمل يعرض ويروج لفكرة ما، وعمل آخر يستخدم طريقة عرض خاطئة للترويج لتلك الفكرة
هناك أعمال قد تظهر نظيفة وبراقة من الخارج لكن الفكرة خبيثة و تضرب فى صميم..الدين.. الأخلاق..العقيدة..والمبادئ الأساسية التى تربينا عليها حيث أنها لا تحوى مشاهد تخدش الحياء لكنها تحمل بين طياتها الخبث كله و تجعل الشباب والمراهقين يكفرون بكل شئ فى مجتمعنا .
وأتذكر هنا لقاءا تلفزيونيا شاهدته قريبا للفنانة سماح أنور التى نوّهت أن هدف بعض الأعمال التى يصرون عليها تؤثر على الشباب الذين فقدوا احترامهم لأي شيء ولأي قيمة فى المجتمع .
أما النوع الثانى الذى أراه فهو الذى لا يعرض أفكارا فاسدة فقط، بل يعرض الفكرة بوسائل وطرق مبتذلة .
أتذكر منذ ثلاث سنوات تقريبا أطل علينا مسلسل عائلى يدعى” سابع جار” حيث تهللت أساريري بمسلسل عائلى لطيف أستطيع أن أشاهده مع أبنائى فى جو دافئ وخاصة أن اسم المسلسل يبشرك بذلك، لكننى صٌدمت بعد ذلك من كم الأفكار التى تحويه والتى تسعى لهدم معتقدات راسخة فى مجتمعنا.
أعلم أن البعض سيخبرني أن هذه النماذج موجودة فى مجتمعنا!!نعم أعلم تماما ذلك لأن طبيعة عملى تجعلنى أقابل جميع الأفكار والتوجهات لكن من قال إن هذا هو السائد فى مجتمعنا
لماذا تقوم بانتاج مسلسل عائلى وتكتب عليه +18،أو +16 ووصل بهم الحال أن يكتبوا +12… طبيعى أن هذا سن المراهقة و طبيعى جدا أن يكون لدى هذا المراهق فضول لكى يشاهد وإن منعته سيزداد فضوله بشكل أكبر كيف تقحم نفسك داخل بيتى ثم تطلب منى أن أخرج !
ومن قال إن صاحب هذه الأفكار لا يعانى ويصارع كل يوم للإقلاع عن شيء سيئ ولأخذ خطوة جادة نحو التغيير للأفضل.
لكن هذه الأعمال تعرض لنا الشخص وهو متصالح تماما مع ذاته وأنه قد يكون بطلا كبيرا بسبب أفكاره العظيمة التى ما أنزل الله بها من سلطان.
إن الذى يقدم هذا الهراء هدفه الوحيد هو السعى لخراب كل شئ جميل فى مجتمعاتنا،لأن عرض الفكرة وأنت تشجعها وتلمعها وتجعلها رائعة فى عين المشاهد يختلف تماما عن عرض الفكرة وأنت تنتقدها وتنوه أنها فعل خاطئ.
لماذا تقوم بانتاج مسلسل عائلى وتكتب عليه +18،أو +16 ووصل بهم الحال أن يكتبوا +12… طبيعى أن هذا سن المراهقة و طبيعى جدا أن يكون لدى هذا المراهق فضول لكى يشاهد وإن منعته سيزداد فضوله بشكل أكبر كيف تقحم نفسك داخل بيتى ثم تطلب منى أن أخرج ! أنت تقدم دراما تلفزيونية أو برامج تلفزيونية ولا تقدم سينما
أي أنه ليس لدي الخيار دوما أن أطفئ هذا الجهاز اللعين، مثلما أفعل عندما لا يعجبنى فيلم سينمائى، فأخبر أبنائي أننا لن نذهب إليه.
وبالطبع لا تحتاج أن أخبرك أن المراهق قد يشاهده على اليوتيوب وعلى المواقع الأخرى فقط أن أراد ذلك وبمنتهى السهولة
التلفاز يعنى العائلة، كوب الشاى وقعدة العصاري مع الأهل،اللمة والابتسامة والضحكة مع العائلة،التعليقات على العمل الفنى والنكات والذكريات ..
كل ذلك يحدث عندما تلتف العائلة حول هذا الجهاز الذى صار لعينا بفضلكم .
ماذا تريد وما هو هدفك؟ أن يقوم الأهل بالمتابعة ويخبرون أبناءهم أن يديروا وجوههم للناحية الأخرى !
أرى أن هذه تلكيكة أو حجة حتى يقوم كل شخص بفعل ما يريد
أين الرقابة من برنامج مثل برنامج رامز جلال السنوات الماضية كانت كمية التفاهة التى يصدرها لا حصر لها
أما هذا العام فإن الأمر فاق حد التفاهة لأنه صار يصدر السادية والعنف بينما أسمع وأرى بعض التعليقات المستفزة مثل: أنتم تكبرون الموضوع
سيدى الفاضل أنت لن ترى نتيجة ذلك إلا بعد سنوات من الآن
عندما يتزوج ولدك المراهق ويصبح أبا ساديا أو زوجا ساديا يتلذذ بتعذيب زوجته وأبنائه!!
أو عندما يصبح مديرا ساديا،أو موظفا متخلفا يتفنن فى تعذيب المواطنين أكثر بكثير من الآن
هذه البرامج والمسلسلات ومن على شاكلتها لن تتوقف إلا عند وجود قوة أكبر منها
مثل الرأى العام الذى يتكون من صوتى وصوتك أو أمر نقابي أو حكومي
لكن أن نقف ونشاهد ما يحدث ونمصمص الشفاه ونكتفى بأن نكون سلبيين فقط أو أن نمنع أبناءنا عن المشاهدة
فذلك مثل الذى يرى بيت جاره يسرق ويغلق الباب عليه حتى لا يصيبه أذى ويتحجج بأن الأمر كان أكبر منه دون أن يكلف نفسه حتى بتبليغ الشرطة أو إنقاذ جاره المسكين سكوتنا اليوم يعنى أنا موافقون على تدمير أطفالنا وشبابنا ..وهم لَبِنة هذا المجتمع ووحدة بنائه، ويكفي ما يتعرض له الشباب من عواصف فكرية وفتن من الخارج .
يجب أن نقف يدا بيد حتى نمنع مثل هذه المهازل أن يقوم كل منا بعمله فى منع مثل تلك البرامج والمسلسلات إما بإبداء الرأي أو حتى بالمقاطعة.
المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها