الحدث نفس الحدث!

بطبيعة حال البشر تمر علينا مختلف الأحداث بين حين وآخر، تتنوع في سرّائها  و ضرائها ..منها ما يكون جميلا تطيب النفوس لاستقباله والتعامل معه وهذا غالبا لا غبار عليه!

فيما تأتي علينا ظروف وأحوال مؤلمة .. ظروف لم نحسب لها حساب!! و قد تكون شخصية، وقد تكون جماعية، وقد تكون عالمية أيضا  كما نحن في (جائحة  كورونا)  في هذه الفترة من عمرنا 2019-2020

ومع تنوع الحال والظرف أجدني أتابعُ وألاحظ مفارقات بين الناس  في التعامل مع الحدث أياً كان الحدث !!

فنفس الحدث الآن يمر على فلان وفلان وجماعة وجماعة بل ربما بلاد وبلاد !!

ولكن تكون المفارقة الحقيقية والتي هي محور كتابتي وخط قلمي اليوم ، هي التعامل مع الحدث وكيف تُستثمر الأحداث بمُرّها و شدّتها لنهوض النفوس نحو العلياء.
ذلك الحدث هو نفسه مرَّ على فلان وفلان وربما كان على فلان أقسى من فلان ، لكنه استثمره لصالحه ولتقوية ذاته ولتزكية نفسه.

فيروس كورونا يضرب العالم

 

في حين نفس الظرف مر على فلان الآخر فوجده  فرصة للشكوى والتذمر والطيش و التنمّر،بل ربما وصل الحال  للتفكير بأبعد من ذلك  ألا وهو الانتحار!

ذلك الفراغ الروحي الذي يبرز عند مفترق الطرق وتسارع الأحداث!!

ما أريد حقيقة قوله هو أنه في عزّ ظروفك انهض بنفسك، و استغل فرصتك فربما الفرص حتى السيئة منها بأشخاصها السيئين لن تعود، حتى تمنحك فرصة الثبات والقوة والانتصار على النفس.

لا نعلم كيف ستسير بنا الحياة والظروف لكن لا شك أننا نعلم يقينا أن الله سبحانه وتعالى حتى في أسوأ أحداثنا و ظروفنا كأممٍ وجماعات وأشخاص اختار لنا الأفضل وإن بدى لنا غير ذلك!

ما كتبت هو مصداق حديث الرسول صلى الله عليه و آله وسلم (اغتنمْ خمسًا قبل خمسٍ شبابَك قبل هرمكَ وصحتَك قبل سَقمِكَ وغناكَ قبل فقرِك وفراغَك قبل شغلِك وحياتَكَ قبل موتِكَ).

لا نعلم كيف ستسير بنا الحياة والظروف لكن لا شك أننا نعلم يقينا أن الله سبحانه وتعالى حتى في أسوأ أحداثنا و ظروفنا كأممٍ وجماعات وأشخاص اختار لنا الأفضل وإن بدا لنا غير ذلك!

الحدث هو نفس الحدث ولكن التعامل معه هو الذي يصعد بك إلى العلا أو يهبط بك إلى الاسفل.

قال تعالى ( وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ).

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها


إعلان