ماذا لو كانت أحلام وإسراء وغيرهن من الشابات والقاصرات اللواتي أزهقت أرواحهن؛ قد وجدن ضالتهن في إحدى دور الإيواء في بلادهن.
أحلام فتاة عشرينية تسكن مع عائلتها في الأردن تعرضت للتعنيف الأسرى على يد إخوانها ووالدها، مما أدى لمقتلها بحجة الدفاع عن الشرف.
ويذكر شهود عيان بأن الفتاة كانت تصرخ راكضة و هي تنزف و لم يستطع أحدهم إنقاذها، حيث قام الأب بتهشيم رأسها ثم جلس يشرب الشاي بجوار جثتها.
قصة تتشابه مجددا مع قصص كثيرة تحدث لنساء الشرق الأوسط، تكون تحت مسميات الشرف و غسل العار؛ والغريب بالأمر أن هذا النوع من القتل بدأ بالانتشار في السنوات القريبة مؤخرا ولا أحد يعلم ما هى الأسباب التي تدفع الرجال للتخلص من النساء بتلك الطرق البشعة.

وذكر ناشطون أنها كانت تصرخ لدى تعنيفها من قبل أشقائها، وهو ما يذكرنا بحادثة مقتل الفتاة الفلسطينية إسراء غريب العام الماضي.
وكانت إسراء غريب، 21 عاما، قد تعرضت للضرب، في أغسطس من عام 2019، على يد إخوانها الثلاثة، عقب نشرها صورة مع خطيبها، وانتهى بها المطاف جثة هامدة عقب وصولها لمشفى بالضفة الغربية.
تتراوح اعمار الفتيات اللواتي يفقدن حيواتهن في الشرق الأوسط و المناطق العربية بين ١٥-٣٥،و هو عمر الشباب و البلوغ و ربما العديد من القصص التي تشابه إسراء و أحلام و غيرهن لم تُحكى بعد! وتكون في طي الكتمان.
أما النصف الآخر الذي لا يُقتل فهو يعاني من تعنيف أسري و اضطهاد و تشويه، نتيجة ممارسة أساليب البطش الذكوري بحق المرأة.
تخشى أغلب الدول العربية تفعيل دور الإيواء الخاصة بالنساء المعنفات، والمهددات بالقتل أو اللائي تعرضن للاغتصاب نظرا لاعتبار تلك المسائل تمس سمعة الأسر ووصمة لعشائرية و قبلية ستلاحقها في حال تم الأمر.
أما في العراق الذي يعد الرائد في مجال دور إيواء النساء المعنفات و منظمات الدفاع عن حقوق المرأة في المنطقة، فحتى تلك المنظمات باتت تحت قبضة السلطة و هجماتها المتكررة التي تستهدف غلق تلك الدور.
فمن المفترض أن تكون الحكومات هي من تجد و تجتهد في سبيل الحفاظ على الأرواح مع تزايد حالات العنف الأسري التي حسب مصدر أمني في وزارة الداخلية أن هناك ١٣٠٠ حالة تعنيف أسري خلال الشهر الماضي.
ولكن السؤال الذي يجوب عقلي حاليا: ماذا لو كانت أحلام و إسراء و غيرهن من الشابات والقاصرات اللواتي أزهقت أرواحهن؛ قد وجدن ضالتهن في إحدى دور الإيواء في بلادهن؟ فربما ظل الأمل قائما بأن ينعمن بعيش كريم وحماية لحقوقهن.
المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها