أطلانتس.. القارة المفقودة بين وصف أفلاطون والإشارات القرآنية

ذكر اطلانتس كان مشاعا في مصر و معروفا، ومع ذلك الإغريق والغرب لم تكن معروفة لديهما هذه المدينة، والدليل أن أفلاطون زار دول أوروبية منها روما وصقلية،.

دراسة مدينة أطلانتس وتتبع تاريخها، ومحاولة تعرف على مكانها، وهل أشير إليها في القرآن الكريم. في هذا المقال دراسة ذاتية رجعت خلالها إلى بعض المقالات والتسجيلات، وحملت فهمي الشخصي للقرآن الكريم والتفاسير، محاولا إيجاد جواب منطقي من القرآن الكريم، وعليه إذا ما أصبت و وفقت إلى الصواب، فذلك توفيق من الله، وإذا أخطأت فذلك تقصير من نفسي.
ما وصل إلينا عن مدينة أطلانتس ومن خلال أفلاطون بضع معلومات، وأهم ما في هذه المعلومات
1- حصل أفلاطون على هذه المعلومات من خلال زيارته إلى مصر.
2- تحدث عن مدينة أو قارة متقدمة تكنولوجيا اختفت منذ آلاف سنين.
3- وصف القارة ولم يتمكن من تحديد مكانها.
4- ذكر أن ظاهرة طبيعية تسببت في زوال المدينة.
من هذه المعلومات ندرك أن ذكر أطلانتس كان مشاعا ومعروفا في مصر، ومع ذلك لم تكن القارة معروفة لدى الإغريق والغرب، والدليل على ذلك أن أفلاطون زار مدنا أوربية منها روما وصقلية، ومع ذلك لم يذكر أن أحدا سمع أو كان يعرف شيئا عن القارة المفقودة.
 وهنا إشارة إلى أن القارة المفقودة، موجودة في مكان قريب من مصر وبالتأكيد ليست في البحر الأبيض المتوسط حيث كان النفوذ الأوربي والإغريقي يهيمن على هذا البحر في ذلك التاريخ.
ما نقل من تقدم تكنولوجي عن تلك القارة، يستدل عليه من نقوش الفرعونية في الأهرامات والمعابد؛ حيث تظهر جليا صور ونقوش طائرات وغواصات وآلات أخرى، مع اختلاف على تفسيرها حتى الآن.

خريطة تخيلية لمدينة اطلانتس المفقودة

وصف أفلاطون المدينة فقال إنها مدينة مرتفعة عن البحر ويحيط بها الماء، وبها أقنية ووسائل نقل مياه متقدمة، وأن أهلها أهل علم منظمين سياسيا، ويبقى هلاك المدينة بغرقها بسبب ظاهرة طبيعية (زلزال أو صاعقة أو حتى ثوران بركان) أمرا غير واضح لأفلاطون ومن نقل عنه.
هل يملك أهل مصر معرفة تاريخية تسمح بنقل قصة من تاريخ عمرها بين 2000-6000 عام؟
الجواب من القرآن الكريم، قال تعالى “قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ (29) وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُم مِّثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ (30) مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ ۚ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعِبَادِ” (31) غافر.
إذن العلم التاريخي لقوم مصر يمتد إلى عصر الطوفان، ولديهم علم تاريخي يمكن الإعتماد عليه في نقل الأخبار.
ولكن هل أشار القرآن الكريم إلى مدينة أو تجمع سكاني يتوافق مع وصف أفلاطون؟
لم يذكر القرآن المدينة بالإشارة بل ذكرها صريحة واضحة في قوله تعالى:  أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8) الفجر.
رغم اختلاف أهل التفسير على كلمة إِرَمَ وكونها مدينة مثل الإسكندرية أو دمشق أو مدينة قديمة قرب المهرة جنوب الجزيرة العربية.

تبقى الحقيقة واحدة أن قوم عاد أكثر أهل الأرض علماً، بشهادة القرآن الكريم في قوله تَعَالَىٰ: ﴿وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْۖ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ﴾ العنكبوت.
وقَالَ اللَّهُ جَلَّ و عَلَا: ﴿فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةًۖ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةًۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ﴾ فصّلت .
التحدي القرآني أن قوم عاد وثمود أكثر أهل الأرض علماً وذكر ذلك صريحا بلفظ مُسْتَبْصِرِينَ أي أنهم كانوا أهل علم ومعرفة ومع ذلك لم تنفعهم معرفتهم وعلمهم.

وما يدل على علمهم وقوتهم وما وصلو إليه، أن الله تعالى لم يجعل أحدا من الكون أكثر منهم قوة، فقال “أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً”، وهذا قول ما قيل لأي أمة لا قبل عاد ولا بعدها، وإنما كان تذكير الأمم الأخرى بمن سبقهم دليلا على القوة.
ولذلك أرى أن وصف مدينة أطلانتس يتوافق مع وصف مدينة إرم مركز حكم قوم عاد جنوب الجزيرة العربية، وذكر المدينة في قَالَ جَلَّ في عُلاه: ﴿۞وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ الأحقاف (21).

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها


إعلان