نجمة تميز تكرّمت بمفتى باكستان

علق كبار العلماء على هامش التكريم أن شخصية العلامة العثماني أعظم من أن تتميز بالأوسمة الرمزية، وإنما هو شرفٌ لِوسام التميز الباكستاني حيث ازداد تميزً .

قامت الحكومةُ الباكستانية بتكريم العلامة  الفقيه المحدث محمد تقي العثماني -حفظه الله  بمنحه ”نجمة امتياز“ (وهو أرفع وسام التميز من نوعه في باكستان)، اعترافًا منها وتقديرا لجهوده العلمية والدعوية والفكرية الشاملة على الصعيدين الوطني والعالمي.

وذلك بمناسبة يوم الدفاع الوطني من العام الجاري 2020، كما تزامن ذلك مع يوم ختم النبوة الموافق السابع  من سبتمبر.

مفتي باكستان الشيخ محمد تقى العثماني

 

شغل هذا الخبر حيزا كبيرا في وسائل التواصل الاجتماعي لدى محبي العلامة العثماني، وتلاميذه وأتباعه.
وتفاعلوا معه بإعجاب وسرور بالغين، ولكنهم وصفوه في نفس الوقت بأن النجمة هي التي تكرمت بالعلامة العثماني.

وإن ملف جهود العلامة الشيخ محمد تقي العثماني حفظه الله تعالى في أسلمة القوانين والتشريعات الدستورية، ولاسيما فيما يخص النظام الاقتصادي في جمهورية باكستان الإسلامية، ملفّ حافلٌ بالعطاء والإبداع؛ ويمتد عطاؤه على نصف قرن وما يزيد.

يتنوع عمل العلامة العثماني في أسلمة النظام الباكستاني بين كتابات فكرية ودعوية رصينة في المجلات والجرائد، وبحوث فقهية تطبيقية في المؤتمرات والندوات، ودراسات قانونية مقارنة عند البحث والتأليف.
بجانب محاولات عملية لتطبيق الشريعة الإسلامية في منظومة الهيكل الحكومي المعاصر، حيث شغل منصب قاضي التمييز الشرعي في محكمة التمييز الشرعي العليا حوالي عقدين من الزمن، كما بقي عضوا لمدة لابأس بها  في مجلس الفكر الإسلامي بباكستان.  

وظلت تجربته في مجال التقنين وتطبيق الشريعة محلّ اهتمام ودراسة وموضع تقييم واستفادة لدى عدد من  الدول الإسلامية الأخرى.

اعتبر كبار العلماء أن شخصية العلامة العثماني أعظم من أن تتميز بالأوسم الرمزية، وإنما هو شرفٌ لِوسام التميز الباكستاني حيث ازداد تميزًا

 

وحسب تصريحات أدلى بها المفكر الباكستاني الشهير  الشيخ زاهد الراشدي؛  فإن ما أنجزه العلامة العثماني في أسلمة النظام الباكستاني بحثا وتأليفا وقضاءً وتقنينًا مما تنوء اللجان الكبيرة عن حمله وإنجاز مثله.

ولا يقتصر دور العلامة العثماني في داخل البلاد فحسب، بل تُعدّ شخصيته هي الأكثر تأثيرًا في العالم حسب تقرير سنوي أصدرته مؤسسة أردنية لهذا العام.

ومما يجدر  التنويه به أن العلامة العثماني يتميز بين علماء عصره بالجمع بين الأصالة والمعاصرة،  وبين  الورع الشديد والعلم الراسخ الرزين، وبين عمق الثقافة وسعة الاطلاع؛ كما يُعرف بمنهجه الوسطي المتزن في مجالات الافتاء والإصلاح والتربية والتعليم.

والعلامة العثماني حلقة متصلة من جيل علماء السلف؛  الذين لا يخلو من أمثالهم أي عصر ومصر؛ لم يكتف بدراسة الشريعة الإسلامية في بطون الكتب،  دراسةً روتينيةً فحسب.

ويظهر أثر ذلك جليًّا في منهج تفكيره ونظرته للقضايا المعاصرة، وعرض وجهة نظره منها، في أسلوب ملؤه وسطية واعتدال،  ودقة واتزان.

عدا ذلك فهو يتقن اللغات العالمية: العربية والإنجليزية فضلا عن اللغة الأردية.  ويكتب لغةً عصرية راقيةً.
هذا كلّه أكسبَ شيخنا العثماني دورًا عالميًّا مؤثّرًا، وجعله بمكان “الشامة” من سائر علماء عصره.

يُصَف دور مفتي باكستان بالفقيه الإبداعي  في معالجة المستجدات الاقتصادية وتقديم حلولها الشرعية بأسلوب تجديدي واجتهادي جديد من نوعه.

فكلمته مسموعة في المجامع والندوات الفقهية والاقتصادية ويحسَب لآرائه ووجهات نظره حساب كبير.
وهو إلى ذلك يتمتع بشعبية كبيرة في باكستان، ومرجعية عظمى في القضايا الشرعية الشائكة، تحسم كلمتُه النزاعات وتفصل بينها فصلَ الخطاب.
ومن ثم يلقب ب(شيخ الإسلام) في الأوساط العلمية، لقبه بذلك العلماء بعد تأليفه لــــــــــ (تكملة فتح الملهم بشرح صحيح مسلم) في ست مجلدات ضخام.

مؤلفاته تتجاوز المئة، ورحلاته شملت العالم كله، وربما بشكل متكرر ماعدا إسرائيل.

يوصَف دوره الفقهي الإبداعي  في معالجة المستجدات الاقتصادية وتقديم حلولها الشرعية ب”التجديدي” و”الاجتهادي” من نوعه.

ولقد أحسن وصفَه أحد الأساتذة حين قال: “سيكون له في الأجيال القادمة شأنٌ كشأن حكيم الإسلام الإمام الشاه ولي الله الدهلوي (رحمه الله تعالى) في هذا الجيل.”

وعلّق كبار العلماء على هامش التكريم أن شخصية العلامة العثماني أعظم من أن تتميز بالأوسمة الرمزية، وإنما هو شرفٌ لِوسام التميز الباكستاني حيث ازداد تميزًا حين تقلدته هذه الشخصية  العصامية؛ فالنجمة هي التي تكرّمت…!

 

 

 

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها


إعلان