“قطرُ” العروبةِ تغرسُ الآمالا … والبُشرياتُ بأرضِها تتوالى
وطنٌ يَمُدُّ يَدَ السخاءِ إلى الورى … يسعُ الجميعَ محبّةً ونَوالا
ويقولُ للأضيافِ: أهلًا مرحبًا … وترى الفِعالَ تسابقُ الأقوالا
فكأنَّ كلَّ الشعبِ أضحى واحدًا … لِيَسُنَّ في دنيا الأنامِ خِلالا
بالحُبِّ يسعى كي يلاقيَ وافدًا … فترى المآثرَ والفضائلَ حالا
الثغرُ مُبتسِمٌ تلألأَ نورُهُ … ليَزيدَ إشراقَ الجبينِ جمالا
مَرحَى ففي “قطر” الحبيبةِ دوحةٌ … بسطتْ لكلِّ العالمين ظلالا
مَنْ زارَها وجدَ المُنى في فيئِها … ورأى مآذنَها تفيضُ جلالا
السحرُ يغمرُ أرضَها وخليجَها … بينَ المدائنِ قد مشى مُختالا
فهنا الحضارةُ والنضارةُ والندى … وحقيقةٌ عُظمى تفوقُ خيالا
وهنا الطهارةُ والجسارةُ والنُّهى … أرضُ الشهامةِ تُنبتُ الأبطالا
“قطرُ” الكرامةِ لا تطأطئُ رأسَها … للحاقدين ولا تَمَلُّ نضالا
كمْ مَحفلٍ وقفتْ بهِ “قطرُ” العلا … درعًا لِحقٍّ لا تهابُ نِصالا
لِتضيءَ في ليلِ العروبةِ مِشعلًا … يهدي السبيلَ ويُرشدُ الأجيالا
وتُبيّنُ وجهَ هُويّةٍ عربيةٍ … شدّتْ إلى أفقِ الكمالِ رِحالا
لم تقبلِ المَسخَ المُهينَ فشعبُها … نَسْرٌ إلى قممِ الإباءِ تعالى
هذا هُتافُ الشعبِ يعلو صادقًا … ويَدُكُّ بالصوتِ المَهيبِ جبالا
إنَّا بنو الإسلامِ تلكَ أصولُنا … تأبى الشذوذَ وترفضُ الأرذالا
يا مَنْ دعانا أنْ نغضَّ الطرفَ عن … دعوى الخنا ـمهلًاـ طلبتَ مُحالا
إنّا على الأخلاقِ نرعى عهدَنا … قَسَمًا بربّي، لن نُقِرَّ ضلالا
لسنا نُفرّطُ في قضيةِ أمّةٍ … كي نُرضيَ الأقزامَ والأنذالا
لن نُسْلِمَ القدسَ الشريفَ لغاصبٍ … لا لن ترانا خاملين كُسالى
دعْ عنكَ دعوى المُغرضين وكيدَهُم … فالفعلُ يُخرِسُ مَنْ يرومُ جدالا
شمسُ الحقيقةِ قد تجلّى ضوءُها … لا لم تدَعْ للحاسدين مجالا
“قطرُ” العروبةِ قد تألّقَ نجمُها … وغدَتْ على صِدقِ الفِعالِ مثالا
فلها التحيّةُ حيثُ وفّتْ عهدَها … يا سعدَ مَنْ طلبَ العلاءَ ونالا