لطفي بوشناق للجزيرة مباشر: تمنيت لو متّ قبل أن أرى غزة تنزف (فيديو)

في حديث جمع بين الشجن والغضب، والفن والضمير، فتح الفنان التونسي الكبير لطفي بوشناق قلبه لقناة الجزيرة مباشر، مستعرضا موقفه من المجازر المستمرة في غزة، وعتبه على الإعلام العربي الذي -كما قال- تجاهل صوته رغم أنه غنى لفلسطين 14 أغنية خلال سنوات طويلة من النضال الغنائي.
“تمنّيت لو متّ قبل أن أرى هذا المشهد”. هكذا بدأ بوشناق مداخلته، بعبارة صادمة لكنها صادقة، تختصر حجم الألم الذي يعتصره وهو يتابع ما يحدث في القطاع المحاصر منذ شهور. وأضاف بنبرة حزينة “هذه المذبحة ستبقى وصمة عار على جبين الإنسانية، وعلى صمت العالم”.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsالزميل عمر فياض يروي شهادته عن تغطيته لرحلة القارب مادلين
ترحيب واسع على منصات التواصل بقافلة الصمود
الوزير المتطرف بن غفير يقتحم المسجد الأقصى مجددا
وبعيدًا عن الأضواء الصاخبة وحفلات التكريم، وقف بوشناق، بصوته العميق وأغنياته القليلة التي لم تُعرض كثيرا، يغني لغزة. من “وين الملايين” إلى “كأنّك في الجنة يا قدس”. لكن المفارقة المؤلمة -كما عبّر عنها- أن “وسائل الإعلام العربية لم تحتفِ بها كما ينبغي”.
“قناتي على يوتيوب أغلقت ثلاث مرات بسبب هذه الأغاني، ودفعت مبالغ كبيرة لإعادتها، لكن للأسف، لا أحد يعرضها”، يقول لطفي، متسائلا لماذا لا يُفتح المجال أمام الأصوات الشريفة لتعبر عن مواقفها، طالما أن هناك جمهورا متعطشا لنبض صادق لا يخضع للإملاءات؟
وفي لحظة مفصلية، اختار بوشناق أن يتخلى عن لقب “سفير النوايا الحسنة” الذي منحته له الأمم المتحدة. قراره هذا لم يكن انفعالا عابرا، بل رسالة واضحة “المنظمات الدولية التي تتشدق بالعدالة لم تحرك ساكنا، فكيف أقبل تمثيلها؟” يسأل بغضب.
ويتابع “إذا كان الفنان لا يحمل موقفا مما يحدث في غزة، فما معنى فنه؟ وما جدوى أغانيه؟”.
بوشناق لا يُنكر أن الشعوب العربية تعجّ بالشرفاء، بل يدعو بكل وضوح إلى أن يُفتح لهم المجال ليقولوا كلمتهم، سواء كانوا فنانين أو إعلاميين أو شعراء. لكنه في الوقت ذاته لا يُخفي استياءه من حالة التعتيم والتهميش التي تطول كل عمل فني ملتزم “هناك الكثير من الأعمال القوية التي وُلدت لأجل غزة، لكنها لا تُعرض، ولا تُذاع، كأنها غير موجودة”.
في ختام حديثه، وجه لطفي بوشناق نداءً صريحا “آن الأوان لصحوة عربية وإنسانية حقيقية. آن الأوان أن نعيد للثقافة صوتها، وأن ننتصر للفن الذي يقول الحقيقة، لا ذلك الذي يهرب منها”.