كنيسة القيامة: عندما تجتمع القداسة مع الفن والتاريخ

توجد كنيسة القيامة أو كنيسة القبر المقدس داخل أسوار البلدة القديمة في القدس، وتشير تسميتها إلى قيامة السيد المسيح من بين الأموات في العقيدة المسيحية. صورة عامة للبلدة القديمة في القدس تظهر فيها قبتان من قباب كنيسة القيامة.

بعد اعتناق الإمبراطور الروماني قسطنطين المسيحية عهد إلى والدته القديسة هيلانه بالبحث عن القبر المقدس والصليب في المدينة المقدس أورشليم "القدس" فتمكنت من العثور على مكان القبر المقدس وعثرت على صليب الصلبوت بأحد كهوف القدس، شرعت في بناء كنيسة القيامة البناء الأول سنة 326 م وانتهى البناء عام 336م ". "موقع الدراسات السريانية"

تستقبل كنيسة القيامة عددا هائلا من المسيحيين من شتى بقاع الأرض، فهي مقدسة لدى كافة طوائف المسيحية، مفاتيح كنيسة القيامة بحوزة عائلة مسلمة مقدسية هي عائلة جودة منذ أن استعادها صلاح الدين الأيوبي فقد احتدم الخلاف بين الطوائف المسيحية بشأن من يمسك بمفاتيح الكنيسة فأشار عليهم صلاج الدين الأيوبي بوضع المفاتيح بيد عائلة مسلمة من القدس فأيدوا ذلك بشدة، وقبلوا به جميعا والمفتاح بيد تلك العائلة حتى يومنا هذا.

يحاكي الزوار والحجاج المسيحيون مسيرة السيد المسيح في طريق الآلام بالبلدة القديمة منشدين للتراتيل والأناشيد التي تحكي رحلة المسيح في درب الآلام والتي انتهت بالصلب على الصخرة "الجلجلة" التي بنيت عليها كنيسة القيامة فيما بعد بحسب المعتقدات المسيحية.

زينت جدران كنيسة القيامه بتحف فنية نادرة ومن ضمنها لوحة فسيفسائية ضخمة تحكي بعض مراحل رحلة الآلام التي مر بها السيد المسيح عليه السلام.

عام 1808 اندلع حريق ضخم في كنيسة الكيامة أدى لتدمير العديد من النفائس والآثار التاريخية بها فأعيد بناؤها وترميمها مرة أخرى,

تنقسم الكنيسة إلى عدة أديرة بحسب الطوائف المسيحية المختلفة، فيوجد أديرة للكاثوليك والروم الأرثوذكس واللاتين والأرمن وأيضا دير للأقباط تابع للكنيسة القبطية.

يوجد أيضا في باحات كنيسة القيامة الخارجية عدة أديرة تتبع لعدة طوائف مسيحية.

الصخرة "الجلجلة" حيث صلب السيد المسيح بحسب المعتقد المسيحي يستند إلى أحد جدرانها الصليب وتمثل هذه الغرفة إحدى مراحل درب الآلام للسيد المسيح وأول المراحل داخل كنيسة القيامة.

يحرص الكثير من المؤمنين المسيحيين على زيارة كنيسة القيامة في القدس وإشعال الشموع وسط مشاعر دينية جياشة.

الحجاج يتبركون بتمرير ثيابهم على الصخرة ليحصلوا على بركة السيد المسيح والسيدة العذراء.

صورة عامة للبلدة القديمة في القدس تظهر فيها قبة الصخرة المشرفة التي بنيت في عهد الدولة الأموية وفي خلفيتها تظهر قبتان من قباب كنيسة القيامة "كنيسة القبر المقدس".

النفائس والأيقونات الفنية متقنة الصنعة بارعة الجمال تزين الجدران وتتدلى من الأسقف حول الحجاج بحيث تجعل الزائر لا يمل من التجول في المكان المملوء بعبق الفن الرفيع والتاريخ والجغرافيا والإرث الديني المسيحي العريق.

هنا محط أنظار الحجاج المسيحيين حيث يوجد القبر المقدس بحسب المعتقد المسيحي، وعلى الرغم من الانتظار لوقت طويل حتى يتسنى للزوار الدخول حيث القبر المقدس إلا أنهم لا يملون من الانتظار لفترات طويلة حتى يتسنى لهم الدخول.