كيف يمكننا التخلص من إدمان السكر المكرر؟

السكر المضاف إلى الأغذية المختلفة يحتوي على كم هائل من السعرات الحرارية أكثر من الحاجة اليومية لجسم الإنسان وبالتالي تتسبب في زيادة الوزن مع ما يصاحبها من الأمراض. يبلغ متوسط ما يتناوله المواطن الأمريكي خلال اليوم من السكر المكرر خلال تناوله لطعامه اليومي 22 ملعقة من السكر يزن كل منها 4 غرامات، والنسبة العالمية القصوى هي تسع ملاعق يوميا للرجال وست ملاعق للنساء. فكيف يمكن تجنب ذلك والتحول لنمط صحي في طعامنا وشرابنا؟

المشروبات الغازية تحتوي على كميات كبيرة من السكر المكرر، فعلبة الصودا العادية 330 ملليتر تحتوي على 8 ملاعق من السكر أي أنها توازي الحصة القصوى المسموح بها للفرد خلال اليوم، التقليل من المشروبات الغازية واستبدالها بالماء فقط أو الماء المخلوط بعصير الفاكهة يعتبر خيارا مثاليا.

ينبغي الانتباه للحد من كمية السكر التي نتناولها لأن السكر ليس موجودا فقط في الحلوى والعصائر بل قد يكون ضمن مكونات الكثير من الأطعمة المصنعة كالصلصات واللحوم المصنعة على سبيل المثال لا الحصر فيجب قراءة مكونات المنتجات بعناية فقد يأتي ذكر السكر بأسماء مختلفة كعصير القصب أو مركز عصير الفاكهة أو شراب الأرز البني وشراب الشعير وشراب الذرة، فكل هذه مسميات لأنواع مختلفة من السكر المكرر وبعضها قد يكون تركيزه مضاعفا كشراب الذرة وهو يعني في هذه الحالة الغولوكوز.

يمكن التدرج في الإقلال من نسبة السكر فبعض الأشخاص قد يجدون صعوبة في التخلي عن السكر، في هذه الحالة يمكن التدرج في الإقلال من كمية السكر المتناوله، مثلا إذا كنت تضيف لمشروبك المفضل ملعقتين من السكر، فيمكن جعلها ملعقة ونصف ثم ملعقة وهكذا حتى نصل إلى الاستغناء عن السكر نهائيا.

في طريقنا للافلاع عن عادة تناول السكر يمكننا الاستعاضة ببعض النكهات للتعويض عن طعم السكر كالنعناع والليمون على سبيل المثال لا الحصر فيمكن للشخص الاستعانة بأي إضافة يمكنها أن تعوضه عن مذاق السكر المضاف إلى شرابه.

الأطعمة الطازجة غير المصنعة أو الجاهزة هي أفضل الخيارات للإنسان

ركز على الفاكهة.. السكر الطبيعي الموجود في الفاكهة سهل التحلل في الجسم وهو أفضل وسيلة للتحلية فيمكننا إضافة أنواع من الفاكهة الحلوة إلى طعامنا عوضا عن التحلية بالسكر كالزبيب والتمر المفروم إلى السلطات وأطباق الحبوب أي فاكهة يمكن الاستعاضة بها عن السكر فستكون مقبولة ماعدا تلك النواع التي تؤثر على نسبة السكر في الدم بالنسبة لمرضى السكر فيجب تجنب تناول كطميات كبيرة منها.

هناك بعض الحيل البسيطة في الطبخ لكنها تبرز حلاوة بعض الفواكه والخضروات كالشواء والخبز في الفرن، يمكنك تجريب التفاح المشوي أو المخبوز في الفرن والكمثرى المسلوقة والأناناس وكذلك البصل المشوي، وهناك البطاطا الحلوة والجزر المشوي فلهما طعم حلو رائع كل هذه القائمة يمكن استخدامها بعدة طرق تضفي طعما حلوا ولذيذا لكثير من الأطباق.

الشيكولاته الداكنة اجعلها دائما خيارك الأول فهي تحتوي على كمية أقل من السكر والدهون مقارنة بغيرها من الأنواع الأخرى، وأظهرت دراسات صحية أن الشيكولاته الداكنة يمكنها الحفاظ على صحة القلب. تعرف الشيكولاته الداكنه بأنها التي تحتوي على نسبة 70% من الكاكاو أو أكثر.

الأنف لها دور كبير في خداع المخ بالنسبة للطعم قبل اللسان وفي هذه الحالة يمكننا استقطاع ربع كمية السكر المعتادة في المخبوزات والاستعاضة ببعض التوابل كالقرفة والزنجبيل والفانيليا وغيرها من قائمة التوابل المطولة.

الحليب الكاكاو بعض القرفة والزنجبيل أو أي إضافة أخرى يمكنها أن تجعل طعم القهوة أو الشاي مستساغا دون استعمال السكر.

يمكننا أيضا أن نستخدم صلصلة التفاح المشوي غير المحلى بدلا من السكر في الكعك والمخبوزات الأخرى فهو صحي والسكر الموجود به غير مركب وسهل الهضم.

كما يمكننا أن نجرب تزيين أطباق الحلويات وسلطات الفواكه بمكونات صحية من الكاكاو والأفوكادو ونضع معها ثمرة موز فهي تحتوي على نسبة أقل من السكر.. يمكن تحضير هذه الزينة عبر خلط ثمرتي أفوكادو ناضجتين ونصف كوب من الكاكاو وربع كوب من "دبس القيقب "Maple syrup" أو عسل الصنوبر كلها أسماء لنفس المنتج" وثمرة موز ناضجة ورشة فانيليا ثم خلطها جميعا بالخلاط حتى تتحول إلى كقوام كريمي واستخدامها زينة فوق الحلويات والفاكهة.

المحليات الصناعية قد تكون بديلا آمنا للسكر ومساعدة جيدة لمرضى السكر على ضبط معدلات سكر الدم، أما الأصحاء فمن الأفضل التقليل منها فهي وعلى الرغم من أن حلاوة بعضها تزيد بمقدار 150 ضعفا عن نفس الكمية من السكر إلا أنها قد تزيد من شهية الإنسان لتناول السكر، وهناك محليات مستخلصة من أصول نباتية وطبيعية يمكن أيضا استخدامها بدائل للسكر لكن دون إفراط فهي ما زالت جديدة ولم تدرس فترة كافية للتأكد من سلامتها.

أخيرا الفاكهة والخضروات طازجة أو مطهوة خيار صحي آمن لحياة أفضل، فيمكننا الاعتماد على وجبات من الخضروات والبروتينات الحيوانية بكل أنواعها والابتعاد قدر الإمكان عن الدهون المشبعة والسكر المكرر ومنتجاته المختلفة حتى نحظى بحياة صحية.