مأساة الروهينغيا.. عامان على الإبادة والتهجير وسط صمت عالمي

بمناسبة مرور عامين على مأساتهم وصمت العالم عليها تجمع عشرات الآلاف من اللاجئين الروهينغيين قرب الحدود البنغالية الميانمارية بأحد المخيمات التي لجأوا إليها فرارا من المذابح والتطهير العرقي الذي تعرضوا له خلال الحملة العسكرية التي شنها جيش ميانمار.

ما لبث المتجمعون أن تحولوا إلى حشود هادرة ملأت أرجاء مكان التجمع بالمخيم الكبير في محاولة لإسماع العالم لصوت أقلية عانت الاضطهاد والقتل والترحيل القسري على مرأى ومسمع من العالم أجمع دون أن يتحرك المجتمع الدولي لرفع المعاناة عنهم وإنهاء مأساتهم.

انتظمت الحشود داخل مخيم اللجوء قرب الحدود البنغالية الميانمارية في الذكرى السنوية الثانية للحملة العسكرية على قراهم بولاية أراكان غرب ميانمار وتعرضهم لما وصفوها بالمذابح والتطهير العرقي الذي أدى لفرار حوالي 750 ألف روهنغي قبل عامين في أكبر موجة نزوح تشهدها قارة آسيا.

أحد الخطباء يتحدث إلى المحتشدين يتذكر معهم المآسي والمحن التي تعرضوا لها إلى جانب ما عايشوه من مخاطر خلال رحلة الفرار واللجوء.

أكد المجتمعون المشاركون في الوقفة الاحتجاجية على مطالبهم وهي الاعتراف بعرقية الروهينغيا والمواطنة الكاملة وحرية العبادة والتجارة في موطنهم بميانمار قبل إعادتهم إلى قراهم التي أجبروا على النزوح منها.

عبر المحتجون للمسؤولين الأمميين الذي حضروا لمكان الوقفة الاحتجاجية في محاولة لإقناعهم بالعودة إلى قراهم التي نزحو منها بأنهم لا يمكنهم العودة طالما أن الظروف لم تتغير، فلم تتحسن حقوق الإنسان ولا ضمانات بأنهم سيكونون أحرارا في تحركاتهم أو أنشطتهم التجارية واليومية ولم يتلقوا تأكيدات بإعادة أراضيهم وممتلكاتهم في قراهم وأماكنهم التي نزحوا منها في إقليم راكان.

وقفة احتجاجية للاجئين الروهينغيا -الحدود البنغالية الميانمارية

قال "المرصد الروهنغي لحقوق الإنسان" في بيان له بمناسبة ذكرى مرور عامين على المأساة "إنها ذكريات أليمة تمر في ذكرى اليوم الذي نفذت فيه قوات جيش ميانمار حملتها الوحشية لإبادة الروهينغيا وتهجيرهم وإحراق قراهم وارتكبت بحقهم جرائم ممنهجة وانتهاكات واسعة فأحرقت مئات القرى وقتلت الآلاف ومارست العنف الجنسي والاغتصاب بحق آلاف النساء"

بلغ مجموع أعداد اللاجئين حاليا في مخيمات اللجوء في بنغلاديش أكثر من مليون ومئتي ألف لاجئ يعيشون في ظل ظروف وأوضاع إنسانية أقل ما يمكن أن توصف به أنها مأساوية وكارثية.. "تقرير المرصد الروهنغي لحقوق الإنسان".

الروهينغيا يذكرون العالم بمأساتهم وحقوقهم المسلوبة والجرائم التي ارتكبت بحقهم وحاجتهم الماسة لوقوف العالم إلى جانبهم ومساندة قضيتهم وإغاثة لاجئيهم والمطالبة بحقوقهم وعلى رأسها حق المواطنة الذي سلب منهم عام 1982م ورفع الاضطهاد والتمييز الممارس ضدهم، وإعادة حقوقهم المسلوبة، والاعتراف بعرقية الروهينغيا وضمان حقوقهم المدنية والإنسانية والدينية وإعادتهم إلى مناطقهم الأصلية بإشراف أممي. "تقرير المرصد الروهينغي لحقوق الإنسان"

وختم المحتجون وقفتهم بألحان وأناشيد شعبية روهينغية ذكرتهم ببلادهم وموطنهم ثم رفعوا أكفهم بالدعاء والابتهال إلى الله بأن يفرج غمتهم مؤكدين في نفس الوقت بأنه لا عودة قسرية إلى ميانمار قبل أن تتم الاستجابة لكل مطالبهم وضمان سلامتهم بإشراف دولي وأممي.