الرئاسة الفلسطينية: إسرائيل تصعّد الاستيطان لتقويض جهود بايدن في عملية السلام

الاحتلال الإسرائيلي يكثّف استهداف الفلسطينيين وبناء المستوطنات قبل وصول بايدن إلى البيت الأبيض
الاحتلال الإسرائيلي يكثّف استهداف الفلسطينيين وبناء المستوطنات قبل وصول بايدن إلى البيت الأبيض (غيتي)

اتهمت الرئاسة الفلسطينية، الأحد، إسرائيل بتعمّد تصعيد البناء الاستيطاني لتقويض أي جهد قد تقوم به إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن لإعادة إطلاق عملية السلام المتعثرة.

وأدان الناطق باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينة، قرارًا إسرائيليًّا يقضي ببناء 780 وحدة استيطانية جديدة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفق بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا).

وأكد أبو ردينة أن “الاستيطان غير شرعي بموجب القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي، وآخرها القرار 2334 الذي حظي بموافقة دوليّة بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية، وإنه يهدف فقط إلى تقويض حل الدولتين”.

واعتبر أن “هذه القرارات الإسرائيلية المتتالية هي محاولة استباقية من قبل الحكومة الإسرائيلية؛ لتقويض أي جهد قد تقوم به إدارة بايدن، لإعادة إطلاق عملية السلام المتعثرة”.

 

 

ودعا أبو ردينة إلى تدخل دولي لإجبار حكومة الاحتلال الإسرائيلية على وقف تدميرها الممنهج والمخطط لحل الدولتين، مضيفًا أن “الاستيطان يدمّر أي فرصة لتحقيق السلام العدل والشامل بإنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967”.

وأدانت الخارجية الأردنية، الأحد، في بيان للمتحدث باسمها ضيف الله الفايز، القرار الإسرائيلي الجديد، مطالبةً بضغط دولي على تل أبيب لوقف سياستها الاستيطانية.

وقال الفايز إن هذه الخطوة تعد خرقًا فاضحًا وجسيمًا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.

وأقرت إسرائيل، الأحد، خططًا لبناء المئات من المنازل الجديدة للمستوطنين في الضفة الغربية المحتلة، في مسعى لدفع هذه المشروعات قدما في الأيام الأخيرة لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب المؤيدة للاستيطان.

ولم يجرِ تحديث الموقع الإلكتروني للجنة الحكومية الإسرائيلية حتى الآن بتفاصيل قرارات، الأحد، والتي أوردتها أيضًا وسائل الإعلام الإسرائيلية الرئيسية.

وأعلنت حركة “السلام الآن” الحقوقية الإسرائيلية المناهضة للاستيطان، عبر بيان نشرته الأحد، أن حكومة الاحتلال صادقت على خطط لبناء 780 وحدة سكنية بمستوطنات الضفة، ولم يُتخذ، الأحد، أي قرار بخصوص هذه الملفات، بحسب بيان المنظمة.

وقالت “السلام الآن”، إن نتنياهو أمر بالمضي قدما في هذه الخطط وإن لجنة حكومية منحت، الأحد، الموافقة النهائية على بناء 365 منزلًا، والموافقة المبدئية على 415 منزلًا آخر.

وأضافت أن المصادقة على وحدات الاستيطان الجديدة “تضع إسرائيل بلا داعٍ في مسار تصادمي مع إدارة بايدن القادمة”.

وعبّر زعماء المستوطنين عن قلقهم من أنه بمجرد تولي الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن منصبه، الأربعاء المقبل، فإنه سيحاول إبطاء بناء المنازل.

ويعد قرار بناء الوحدات الاستيطانية هو الثاني خلال شهر يناير/كانون الثاني الجاري؛ ففي 11 من هذا الشهر أعلن نتنياهو الموافقة على بناء 800 وحدة استيطانية بالضفة.

وفي بيانات سابقة، أفادت “السلام الآن” أن الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، تضاعف خلال فترة الأربع سنوات الماضية، من ولاية الرئيس الأمريكي (المنتهية ولايته) دونالد ترمب.

وأثناء الحملة للانتخابات التشريعية، ستُجرى في 23 مارس/ آذار، قال مكتب نتانياهو في بيان “أوعز رئيس الوزراء بدفع مشروع بناء حوالى 800 وحدة سكنية في مناطق يهودا والسامرة”، وهو الاسم التوراتي للضفة الغربية.

وكتبت “السلام الآن” في بيان “وافق المجلس الأعلى للتخطيط اليوم على مشروع بناء 780 وحدة سكنية جديدة”.

وتابع البيان “من خلال الترويج لبناء مئات الوحدات السكنية للمستوطنين يضع نتانياهو -مرة أخرى- مصالحه الشخصية قبل مصالح الدولة”.

وانتقد المتحدث باسم وزير خارجية الاتحاد الأوربي، جوزيب بوريل، القرار الإسرائيلي “المخالف للقانون الدولي والذي ينسف حل الدولتين في شكل أكبر”.

وقال المتحدث في بيان “ندعو الحكومة الإسرائيلية للعودة عن قراراتها وإظهار حس المسؤولية لإعادة بناء الثقة بين الأطراف؛ للتوصل إلى استئناف المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين”.

تناغم كبير ساد العلاقة بين واشنطن وتل أبيب في عهد ترمب
تناغم كبير ساد العلاقة بين واشنطن وتل أبيب في عهد ترمب (غيتي)

ويأتي الإعلان قبل أيام من تولي بايدن السلطة في واشنطن، لا سيّما وأنه يعارض التوسع الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتعهّد بتكثيف الجهود لقيام دولة فلسطينية.

وهناك حاليًّا نحو 450 ألف مستوطن في الضفة الغربية، يعيشون وسط 2.8 مليون فلسطيني، وتعتبر جميع المستوطنات في الضفة الغربية غير قانونية من جانب المجتمع الدولي.

في حين، ترفض إسرائيل ذلك، مستشهدة بروابط تاريخية وسياسية ودينية بالضفة الغربية، حيث يعيش الآن أكثر من 440 ألف مستوطن إسرائيلي، وسط ثلاثة ملايين فلسطيني.

ودعم ترمب بشكل فعال حق إسرائيل في بناء مستوطنات بالضفة الغربية، من خلال التخلي عن الموقف الأمريكي الراسخ منذ فترة طويلة، والمتمثل في اعتبار تلك المستوطنات انتهاكا للقانون الدولي.

كما حظي ترمب بإشادة إسرائيلية وأثار حنق الفلسطينيين عندما اعترف بالقدس المتنازع عليها عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إليها.

وكان مكتب وزير الدفاع بيني غانتس أعلن، الإثنين، نيته أن يقدّم -الأسبوع المقبل- مبادرات لناحية أعمال بناء فلسطينية في الضفة الغربية، بما في ذلك الضوء الأخضر لتشييد فنادق في منطقة بيت لحم، وتوسيع مدن فلسطينية وتشريع أبنية قائمة.

وأدان مجلس المستوطنات في الضفة الغربية “يشاع” في بيان “التمييز” بحق المستوطنين، وجاء في البيان “الحكومة الإسرائيلية تمارس التمييز بحق السكان الإسرائيليين في يهودا والسامرة برفضها تشريع مستوطنات يهودية، وبمنح الفلسطينيين تراخيص بناء غير مشروعة”.

وانهارت محادثات السلام التي تدعمها الولايات المتحدة بين إسرائيل والفلسطينيين في عام 2014.

المصدر: الجزيرة مباشر + وكالات

إعلان