استقالة رئيس الحكومة الإيطالية وسط توقعات بأزمة سياسية.. ماذا حدث؟

إيطاليا تدخل في عهد جوزيبي كونتي أزمة سياسية جديدة تضاف للأزمات الاقتصادية والصحية (غيتي)

قدم رئيس الوزراء الايطالي جوزيبي كونتي استقالته، اليوم الثلاثاء، سعيا لتشكيل حكومة جديدة وإخراج البلاد من أزمتها الاقتصادية والصحية، وذلك بعد انسحاب أحد أحزاب الائتلاف الحكومي.

وجاء في بيان لرئيس الجمهورية الإيطالية سيرجيو ماتاريلا، أنه استقبل كونتي “الذي سلمه كتاب الاستقالة، داعيا إياه لمواصلة مهام حكومته لتصريف الأعمال”.

وأضاف ماتاريلا أنه سيبدأ جولة جديدة من المشاورات مع قادة الأحزاب، لاستطلاع فرص تعيين رئيس وزراء جديد قبل الخميس المقبل.

وترأس كونتي، صباح اليوم الثلاثاء، اجتماعا لمجلس الوزراء لإبلاغ الوزراء بنيته الاستقالة، ما يشير الى أزمة أخرى في التاريخ السياسي الإيطالي. وذلك بعدما تعذر عليه إيجاد غالبية برلمانية جديدة.

ويأمل كونتي أن يحظى بتكليف من الرئيس ماتاريلا، والذي سيكون الثالث من نوعه منذ العام 2018، ومحاولة تشكيل حكومة جديدة وتطبيق خطة اقتصادية قيمتها أكثر من 200 مليار يورو تهدف إلى تحريك ثالث اقتصاد في منطقة اليورو.

 التوسيع أو الرحيل

وبدأت الأزمة السياسية مع سحب رئيس الوزراء السابق ماتيو رينزي (2014-2016) حزبه الصغير “تحيا إيطاليا” من الائتلاف الحاكم في يناير/ كانون الثاني، بعدما انتقد كيفية التعامل مع الأزمة الصحية وخطط كونتي للإنفاق الاقتصادي.

وحتى يتمكن من البقاء في السلطة وتجنب الاستقالة، واجه كونتي مذكرة حجب ثقة أمام البرلمان الأسبوع الماضي. وقد جاء التصويت لصالحه سهلا في مجلس النواب، فيما واجه صعوبة في مجلس الشيوخ مع أكثرية نسبية بعد انسحاب أعضاء حزب “تحيا إيطاليا”.

وقد اضطر كونتي إلى الدخول في مداولات مشحونة في الكواليس آملا باستقطاب برلمانيين مستقلين أو منشقين ليسمحوا له بالبقاء في السلطة مع تعديل وزاري، إلا أنه لم يفلح في مساعيه.

وأضطر كونتي أخيرا إلى اعتماد خيار تقديم استقالته، آملا أن يوليه الرئيس ثقته مجددا ويكلفه بتشكيل الحكومة.

وتأتي هذه الأزمة السياسية العميقة في ظل جائحة فيروس كورونا التي قتلت أكثر من 85 ألف إيطالي، وهو ثاني أكبر عدد من المتوفين في أوروبا بعد بريطانيا والسادس عالميا.

المصدر: الجزيرة مباشر + وكالات

إعلان