صندوق النقد الدولي يقدم توقعاته للاقتصاد العالمي خلال 2021

أعلن صندوق النقد الدولي أن التفاؤل بفاعلية اللقاحات الجديدة ستسمح باستئناف عجلة النشاط الاقتصادي العالمي، وتعزيز معدلات النمو التي يتوقع أن تصل إلى 5,5 بالمئة.

وقالت كبيرة خبراء الاقتصاد في صندوق النقد الدولي غيتا غوبيناث، الثلاثاء، إن الاقتصاد العالمي سيشهد انتعاشا قويا هذا العام. لكن “الخسائر التراكمية في الإنتاج بين 2020 و2025 ستظل قائمة ومن المتوقع أن تبلغ 22 ترليون دولار، مقارنة بتوقعات ما قبل الوباء”.

وحذر تقرير صادرعن صندوق النقد الدولي من أن المستقبل قد يشهد “حالة عدم يقين استثنائية”، جراء لجوء الدول إلى سياسة الاقتراض خلال الأزمات، لكنه طالب بالمزيد من العمل للحيلولة دون أضرار دائمة بعدما تسببت جائحة كوفيد-19 في أسوأ أزمة اقتصادية في زمن السلم منذ الكساد الكبير.

وبحسب التقرير فإن أرقام النمو الجديدة تعكس حالة جديدة من التعافي بعد تراجع بنسبة 3,5 بالمئة على مستوى العالم في 2020. كما تعكس “توقعات بتعزيز النشاط الاقتصادي من خلال التعويل على توافر اللقاحات في وقت لاحق هذا العام، ودعم  التدابير التي اعتمدتها بعض الاقتصاديات الكبرى” مثل الولايات المتحدة واليابان.

وشدد التقريرعلى أن هذه التطورات قد تؤدي إلى “نقطة انطلاق أقوى لتوقعات عامي 2021-22 على مستوى العالم مقارنة بالتوقعات السابقة”، لكن “لا يزال يتعين القيام بالكثيرعلى صعيد سياسات الصحة والاقتصاد للحد من الأضرار الناجمة عن التراجع الحاد في 2020 وضمان تعاف مستدام”.

نمو أقوى

وحض الصندوق حكومات العالم على مواصلة تقديم الدعم حتى “يمضي التعافي بقوة”.

وكانت الولايات المتحدة قد أقرت حزمة تحفيز كبيرة حتى نهاية ديسمبر/ كانون الأول. ولذلك توقع الصندوق أن يكون النمو الاقتصادي الأمريكي أعلى بنقطتين مئويتين عن التوقعات السابقة ليقف عند 5,5 بالمئة، في أقوى معدل له منذعام 1984.

ويسعى الرئيس الجديد جو بايدن للمصادقة على خطة إنقاذ ضخمة بقيمة 1,9 تريليون دولار، من شأنها تقديم الدعم للعائلات من متوسطي الدخل، والأنشطة التجارية والحكومات المحلية والفيدرالية المنهكة.

واستفادت اليابان أيضا من خطة إنقاذ أخرى أُقرت في ديسمبر/ كانون الأول، ورفع صندوق النقد توقعاته للنمو فيها عام 2021 بمقدار ثمانية أعشار عند معدل 3,1 بالمئة.
وتوقع صندوق النقد أن يسجل اقتصاد الصين جديدا نموا بنسبة 8,8 بالمئة، أي أقل بقليل من توقعات شهرأكتوبر/ تشرين الأول، فيما ستسجل الهند نموا بنسبة 11,5 بالمئة، أي ما يزيد بنقطتين وسبعة أعشارعلى التوقعات السابقة.

 انتكاسات في طريق التعافي

لكن في أوربا حيث فرضت الحكومات تدابير إغلاق جديدة وصولا إلى حظر تجوال وسط زيادة الاصابات، إضافة إلى انتشار نسخة متحورة جديدة أكثرعدوى من الفيروس، فإن الصندوق خفض توقعاته للنمو.

وتم خفض تقديرات النمو لمنطقة اليورو بمقدارنقطة مئوية كاملة عند 4,2 بالمئة، مع تراجع ملحوظ بالنسبة إلى ألمانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا.

و أشار صندوق النقد إلى أن الاتفاق الذي أبرمته لندن في اللحظة الأخيرة بشأن خروجها من الاتحاد الأوربي، حال دون إلحاق مخاطر كبيرة بآفاق الاقتصاد، إلا أنه خفض من توقعاته لبريطانيا أيضا.