مالي تعلق على أنباء مقتل مدنيين جراء غارات فرنسية

نفى الجيش المالي، الخميس، صحة ادعاء استهداف الطيران الفرنسي مدنيين، في إطار عملية برخان بالساحل الأفريقي.
وذكر بيان صادر عن الجيش المالي أن القوات التابعة لعملية برخان، نفذت غارة جوية، في 3 يناير/كانون الثاني الحالي، بمنطقة موبتي، بناء على معلومات استخبارية قاطعة.
وشدّد على أن القوات الجوية استهدفت من سمتهم “الإرهابيين” في الغارة على منطقة موبتي، مضيفًا أن الغارة أسفرت عن مقتل 30 شخصًا ليس بينهم امرأة أو طفل، ومبينًا أن الادعاء الذي زعم مقتل 100 مدني عارٍ من الصحة.
وكانت أنباء قد انتشرت على مواقع الإنترنت تقول إن القوات الجوية الفرنسية قتلت 100 مدني كانوا مدعوين إلى حفل زفاف جراء غارة جوية على قرية “بونتي” بمنطقة موبتي (وسط البلاد).
ونشرت صحيفة لوموند الفرنسية، الخميس، تقريرًا -شارك فيه عدد من الصحفيين- قالت فيه إن الغارة الجوية كانت سببًا في سقوط ضحايا مدنيين.
Une frappe de l’opération Barkhane, au Sahel, dimanche 3 janvier, contre un groupe djihadiste, aurait été à l’origine de victimes civiles. Ce que réfute l’état-major des armées. https://t.co/KZSM7rHyke
— Le Monde Afrique (@LeMonde_Afrique) January 6, 2021
وأعلنت فرنسا، الثلاثاء، أنّها قتلت عشرات الإرهابيين -على حد قولها- في غارة جوية في نهاية الأسبوع وسط مالي، لكنّ وكالة الأنباء الفرنسية نقلت عن قرويين وجمعية محلية قولهم إنّ نحو 20 شخصًا قتلوا في هجوم شنّته طائرة مروحية أثناء حضورهم حفل زفاف.
#Mali_Mopti : plusieurs civils tués par des frappes aériennes à Bounty. D'autres sources estiment que le bilan est de 18 personnes tuées et des blessés. Au même moment à Somadougou, trois gendarmes ont trouvé la mort, dans un affrontement… A lire sur : https://t.co/jLeIphhJ7Y
— Studio Tamani (@StudioTamani) January 5, 2021
#Mali : POLÉMIQUE AUTOUR DE LA FRAPPE AERIENNE DU VILLAGE DE BOUNTI CERCLE DE DOUENTZA : LA FRANCE PRÉCISE AVOIR BOMBARDE DES DJIHADISTES ET NON DE SIMPLES CIVILS #Mali https://t.co/sEz3chHtLS
— maliactu (@maliactu) January 6, 2021
وأضاف قرويون في بونتي أنّ طائرة مروحية وحيدة فتحت النار في وضح النهار، ونشرت الذعر وسط حشد متجمع لحضور الحفل.
وقال أحمدو غانا “ركضنا لننقذ أرواحنا”، مشيرًا إلى أنّ 19 شخصًا لقوا حتفهم بينهم شقيقاه، فيما أصيب عدد آخر بجروح خطيرة.
وأوضح قروي آخر يدعى مادي ديكو “فوجئنا بشدة بالضربة. كانت المروحية تحلق على ارتفاع منخفض للغاية”.
والأحد، أفادت جمعية تدعم عرقية “الفلاني” في مالي عن “غارة جوية أودت بـ20 مدنيًّا على الأقل” خلال حفل زفاف.
Une vingtaine de personnes tuées par une frappe aérienne à Bounty, cercle de Douentza : Des victimes civiles ou des djihadistes ? https://t.co/OoWvLunT4p via @maliwebNet
— maliweb.net (@MaliwebNet) January 6, 2021
#Mali L’opération Barkhane au Sahel à l’heure des bilan..https://t.co/S8s2XsaIUK pic.twitter.com/sUs6spqQOM
— aBamako (@aBamako) January 1, 2021
ورفضت فرنسا هذا الادعاء مؤكدة أنها استهدفت “إرهابيين”، على حد تعبيرها، وأكد الجنود الفرنسيون أنهم نفذوا غارة “بطائرة مقاتلة” لا عن طريق مروحية، وأشاروا إلى أن العملية نُفِّذت بعد عمل استخباري استمر “عدة أيام”، وأن “المعلومات المتعلقة بالزواج لا تتطابق مع الملاحظات المقدمة”، خاصة أن وقت الضربة كان بعد الظهر في أشد الأوقات حرًا.
وأوضح الجنود أنه وفق “سلوك من تلقوا الضربة”، ووفق “الأدوات التي تمت ملاحظتها”، لا بد أن من استهدفتهم الغارة كانوا من “الجهاديين”، الذين مات منهم “العشرات” في هذه الضربة.
وصرّح متحدث عسكري لفرانس برس أنّ “التقارير المتعلقة بالزفاف لا تتطابق مع الملاحظات التي جرى جمعها”، وقال مصدر عسكري فرنسي -مطلع على عملية الأحد- لفرانس برس “لا غموض في الأمر، لم يكن هناك حفل زفاف”، مضيفًا “نفذت الضربة بعد عملية متعددة الأطراف استهدفت مجموعة إرهابية مسلحة، تعرفنا عليها بالكامل بعد جمع المعلومات ودراسة الوضع في المنطقة”.
وفي السياق، أكد فرع منظمة أطباء بلا حدود في باريس لصحيفة “لوموند” أنها “استقبلت جرحى، بينهم مدنيون”؛ لكنها نفت “قدرتها على التأكيد 100 بالمئة على وجود العديد من المدنيين”، وأصدرت المنظمة بيانًا متأخرًا أكدت فيه وجود مدنيين.
وقال البيان إن المنظمة جمعت الجرحى في دوينتزا، مضيفة أنها “تعتني بالجرحى في أعقاب التفجيرات وسط مالي”، غير أن صحيفة لوموند أشارت إلى عملية عسكرية أخرى بالمنطقة في اليوم نفسه من الجيش المالي، والذي لم يرد على سؤال حول الموضوع.
وأطلقت فرنسا عملية “برخان” العسكرية في مالي منذ 2014، بهدف القضاء على الجماعات المسلحة في منطقة الساحل الأفريقي والحد من نفوذها، كما بعثت الأمم المتحدة 15 ألف جندي لتحقيق الاستقرار في مالي، إلا أنها لم تسيطر بعد على التهديد الأمني فيها.
ويبلغ عدد قوات فرنسا ضمن العملية 5 آلاف و100 جندي، وينتشرون في منطقة الساحل التي تتشكل من موريتانيا وتشاد ومالي وبوركينا فاسو والنيجر.
وتقع بونتي في منطقة موبتي، على بعد نحو 600 كيلومتر من العاصمة المالية باماكو، تمردًا بدأ شمالي مالي، عام 2012، ثم امتد ليشمل بوركينا فاسو والنيجر المجاورتين، لا سيّما في المنطقة الواقعة فيما يُسمى بـ”الحدود الثلاثية” بين الدول الثلاث.