ليبيا.. انتشال 10 جثث مجهولة الهوية من مقبرة جماعية في ترهونة (صور)

أعلنت السلطات الليبية انتشال 10 جثث مجهولة الهوية من مقبرة جماعية في مدينة ترهونة غرب البلاد، حيث تم العثور على عشرات المقابر الجماعية منذ منتصف العام الماضي.
وأوضحت هيئة البحث والتعرف على المفقودين في ليبيا أنه “بعد عمليات الاستكشاف بمدينة ترهونة تم اكتشاف موقعين واستخراج 4 جثث مجهولة الهوية من الموقع الأول، و6 جثث مجهولة الهوية من الموقع الثاني”.
ونشرت الهيئة الحكومية صورا تظهر عدداً من الحفر الجماعية داخل مكب القمامة في المدينة، وأكدت “الاستمرار بالعمل على باقي البلاغات الواردة إليها التي تفيد بوجود مقابر أخرى”.
يأتي الإعلان في وقت خلص خبراء البعثة المستقلة الدولية لتقصي الحقائق في ليبيا إلى وجود أدلة على حدوث جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في ليبيا منذ عام 2016.
#عملية_بركان_الغضب: صور مؤلمة تُظهر انتشال 10 جثث مجهولة الهوية من موقعين بعد اكتشاف مقبرة جماعية جديدة بمكب القمامة العام بمدينة #ترهونة
عمليات الاستكشاف بدأت عقب دحر ميليشيات حفتر عن #ترهونة
عدد المقابر المكتشفة في 14 شهر (55) مقبرة جماعية pic.twitter.com/xydbzg6gwH
— المركز الاعلامي لعملية بركان الغضب (@BurkanLy) October 4, 2021
وطالت “جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية” بحسب الخبراء، خصوصا المهاجرين والسجناء، وذلك بعد تحقيق على الأرض وفي دول مجاورة.
وشدد الخبراء على وجود “أسباب تدفع إلى الظن بأن جرائم حرب ارتكبت في ليبيا فيما أعمال عنف ارتكبت في السجون وفي حق المهاجرين في البلاد قد ترقى إلى جرائم ضد الانسانية”.
وتعود هذه الجثث في معظمها إلى فترة الهجوم الذي شنته قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر من أبريل/نيسان 2019 إلى يونيو/حزيران العام الماضي 2020 بهدف السيطرة على طرابلس.
وعقب انسحاب قوات حفتر منتصف العام الماضي من ترهونة، آخر معاقلها في غرب ليبيا باتجاه مدينة سرت بوسط البلاد تم انتشال أكثر من 150 جثة مجهولة الهوية من عشرات المقابر الجماعية في مناطق متفرقة بالمدينة.
#عملية_بركان_الغضب: انتشال رفات و بقايا آدمية بمنطقة ابوقرين#انتصرت_طرابلس#سرت_تعود#لن_نعود_للقيود #ليبيا pic.twitter.com/pNQboTqNwt
— المركز الاعلامي لعملية بركان الغضب (@BurkanLy) September 15, 2021
وطالبت منظمة هيومن رايتس ووتش العام الماضي بتحقيق حول احتمال حصول جرائم حرب على أيدي قوات حفتر، مشيرة إلى وجود أدلة على تعرض القتلى للتعذيب وعلى حصول إعدامات عشوائية.
وعبّرت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا عن قلقها من التقارير المروعة بعد العثور على المقابر الجماعية في ترهونة، وطالبت السلطات الليبية بإجراء “تحقيق سريع وشفاف” حول تقارير عن حصول عمليات قتل خارج نطاق القانون.
وتبنى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة العام الماضي قرارا بإرسال بعثة تحقيق إلى البلاد لتوثيق الانتهاكات التي ارتكبتها كل الأطراف منذ العام 2016، وهي البعثة التي أصدرت التقرير الجديد.

مرتزقة من روسيا
وقال محققون بالأمم المتحدة أمس الإثنين إن مرتزقة من روسيا في ليبيا قتلوا محتجزين ضمن جرائم حرب محتملة ارتكبتها الأطراف المتعددة في الصراع الليبي وأنهم أعدوا قائمة سرية بالمشتبه فيهم.
وقالت بعثة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة، يقودها محمد أوجار في أول تقرير لها “أشارت التحقيقات إلى أن عدة أطراف في الصراع انتهكت القانون الإنساني الدولي وربما ارتكبت جرائم حرب”.
واتهم التقرير على وجه الخصوص مرتزقة من (فاغنر) وهي شركة أمن روسية، بإطلاق النار على سجناء في سبتمبر أيلول عام 2019، وجاء في التقرير “هناك أسس للاعتقاد بذلك.
وذكر التقرير أن طاقم (فاغنر) ترك خلفه جهاز كمبيوتر لوحي عليه خريطة تحدد 35 موقعا زُرعت فيها ألغام أرضية قرب مبان مدنية في مناطق غادرتها قوات حفتر لدى انسحابها.
وقتلت الألغام التي صنع أغلبها في روسيا، أو شوهت مدنيين لدى عودتهم لديارهم منذ يونيو حزيران العام الماضي 2020.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عندما سئل العام الماضي عن نشاط مرتزقة روس في ليبيا إنه إذا كان هناك أي مقاتلين روس فإنهم لا يمثلون الدولة.

وتوقف القتال الرئيسي في ليبيا العام الماضي بعد التصدي لتقدم قوات حفتر صوب العاصمة طرابلس في 2020، وقبول الطرفين وقفا لإطلاق النار وحكومة وحدة مؤقتة.
واستند تقرير اللجنة المكونة من 3 أعضاء، والمرفوع لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة على مئات الوثائق وصور الأقمار الصناعية ومقابلات مع أكثر من 150 شخصا وتحقيقات في ليبيا وتونس وإيطاليا.
وقال الخبراء المستقلون في التقرير إن التعذيب وغيره من الانتهاكات كانت ترتكب يوميا في السجون الليبية ضد مهاجرين محتجزين وهو ما قد يصل إلى حد جرائم ضد الإنسانية.
وحدد محققو الأمم المتحدة المشتبه به في واحدة من أسوأ حالات الانتهاكات، وهي عملية قتل نفذتها جماعة مسلحة في مدينة ترهونة ودفنت الضحايا في مقبرة جماعية، وحدد المحققون المشتبه به بأنه محمد الكاني.
وقالت تريسي روبنسون، الخبيرة باللجنة للصحفيين “حجم الفظائع في ترهونة يحتاج إلى المزيد من الاهتمام بما في ذلك تحقيقات الطب الشرعي”.