أشرف غني يكشف كواليس اللحظات الأخيرة قبل فراره من أفغانستان

الرئيس الأفغاني أشرف غني يتهم واشنطن بالتضحية بأفغانستان لتأمين خروج سلسل لقواتها (رويترز)

كسر الرئيس الأفغاني السابق أشرف غني صمته بمقابلة هي الأولى له منذ فراره من العاصمة كابل، في أغسطس/آب الماضي، وألقى باللوم على المجتمع الدولي وخاصة الأمريكيين في سقوط أفغانستان بيد مقاتلي حركة طالبان.

وقال غني في حوار مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إنه سارع إلى الهروب من كابل على متن مروحية باقتراح من مستشارالأمن القومي حمد الله مهيب وقائد الأمن الرئاسي المنهار.

وأضاف “قالوا لي إن جهاز الحماية الرئاسية انهار، وإذا اتخذت أي موقف تصعيدي فسيُقتلون جميعا”، مضيفا “لم يمنحني حمد الله مهيب أكثر من دقيقتين”.

وتابع  “لم يتضح أننا مغادرون سوى مع الإقلاع وكان كل شيء مفاجئا حقا، كما جرى التخلي عن خطط سابقة بالتوجه إلى خوست أو جلال أباد لأنه قيل لي إن المدينتين سقطتا أيضا”.

وقال إن رحلته لم تكن مقررة وأنه فعل ذلك لمنع إراقة الدماء في المدينة، مضيفا أنه “خلال ذلك اليوم، لم يخطر ببالي على الإطلاق أنه بحلول عصر اليوم سوف أغادر”.

وفر أشرف غني من كابل في 15 أغسطس الماضي بعدما طوق مقاتلو حركة طالبان العاصمة الأفغانية عقب تحقيق مكاسب عسكرية خاطفة على الأرض والسيطرة على كل عواصم الأقاليم الأفغانية.

وقال ممثلو طالبان وقتها إنه لم تكن لديهم نية في مهاجمة المدينة، لكن غني أوضح لـ”بي بي سي” أن كبار مستشاريه الأمنيين أكدوا له أن طالبان نكثت عهدها بعدم دخول كابل.

ويتهم  الكثير من الأفغان غني الذي يوجد في الإمارات العربية المتحدة بتسليمهم ببساطة إلى طالبان، وأن رحيله المتسرع أنهى الآمال بتسليم منظم للسلطة كان من الممكن أن يحافظ على تدفق بعض المساعدات، وأفسد خطط تشكيل حكومة شاملة.

قياديون من حركة طالبان في القصر الرئاسي الأفغاني (الجزيرة)

وردا على سؤال الكثير من الأفغان الذين يلومون غني ويحملونه مسؤولية الكارثة الحالية، كشف غني أن أكبر أخطائه حينما كان رئيسا لأفغانستان هو”الاعتماد على حلفاء أفغانستان”.

وقال “المواطنون الأفغان لهم الحق في أن يلومنني عما وقع، لقد وثقت في شراكتنا الدولية واتبعت هذا الطريق”.

وأضاف “لقد ارتكبنا جميعًا خطأً فادحًا بافتراض أن صبر المجتمع الدولي سيستمر”.

وانتقد غني واشنطن لتركها حكومته بعد سنوات من محادثات السلام مع طالبان، مضيفا أن الصفقات الموقعة في عهد مبعوث السلام الأمريكي زلماي خليل زاده تم التخلي عنها كليا من أجل مغادرة سلسة للقوات الأمريكية.

وشدد قائلا “من الناحية العملية يجب أن تقع المسؤولية على عاتق الأمريكيين”.

وقال إنه كان مخطئا “بالثقة في الشركاء الدوليين” في إشارة للأمريكيين الذين قال عنهم “إنهم وضعوه تحت ضغط مستمر وقلصوا سلطته”

وأضاف “لم نمنح أبدًا فرصة الجلوس مع طالبان، السفير خليل زاده هو الذي أنيطت به هذه المهمة وأصبحت أفغانستان قضية أمريكية وليست قضية أفغانية. لقد كنا مغيبين وطوال مدة المفاوضات عمل المفاوض الأمريكي على محونا من الوجود”.

وأعرب عن أسفه للأضرار التي لحقت بسمعته وإرثه قائلا “لقد تم تدمير عملي والدوس على قيمي ولذلك أشعر بأنني كنت كبش فداء”.

​​​​​​​ومنتصف أغسطس الماضي، سيطرت حركة طالبان على أفغانستان بالكامل بموازاة مرحلة أخيرة من انسحاب عسكري أمريكي من البلاد اكتملت نهاية الشهر ذاته.

المصدر : الغارديان البريطانية + وكالات

إعلان