كيف استطاعت أستراليا ونيوزيلندا القضاء على فيروس كورونا؟

تمكنت استراليا ونيوزيلندا من القضاء على الفيروس كورونا بفضل استراتجية مندمجة تقوم على الحدود المشددة، وعمليات الاحتواء المحلية الصارمة إلى جانب الالتزام الكامل من قبل سكان البلدين، حسب تقرير إخباري.
واعتبر تقرير لصحيفة لوموند الفرنسية أن نجاح التجربتين الأسترالية والنيوزيلندية في مواجهة فيروس كورونا يعود إلى سياسة العزل الصارمة القائمة على معادلة “اختبار+تتبع +عزل” التي اعتمدت لتحقيق معدل حدوث إصابة منخفض لا يتجاوز حدود 10 حالات في كل 100 ألف نسمة.
سياسة العزل الصارمة
في مارس/ آذار الماضي، أعطت رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن مواطنيها 48 ساعة فقط للتحضير لعملية إغلاق شاملة طالت جميع المتاجر والمدارس غير الضرورية، وكانت النتيجة أن البلد لم يشهد سوى بضع عشرات من الحالات اليومية.
واستمرت سياسة العزل الصارمة لأكثر من شهر بقليل قبل رفعه ببطء. وفي غضون ذلك تم القضاء على الفيروس بشكل فعال في منطقة بحر تسمان، فيما اختارت مدينة كانبيرا عزلا أكثر مرونة، لكنها حققت النتيجة نفسها تقريبًا.
وفي مايو/أيار اختفى فيروس كوفيد 19 فعليًا من البلاد. ومنذ ذلك الحين كانت حالات العدوى المسجلة محليًا نادرة وهي تنتج بشكل منهجي عن انتهاكات في نظام الحدود.
There are no new cases in the community outside of the 3 cases announced yesterday. For formal reporting figures, the third community case is included in numbers today.
There are 5 cases of #COVID19 in managed isolation; 1 is historical.
Full update https://t.co/b4mvNEOYWZ
— Ministry of Health – Manatū Hauora (@minhealthnz) February 15, 2021
التزام السكان
وسجل التقرير أنه من دون دعم السكان ما كان للبلدان أن يحققا هذه النتائج. فالأستراليون والنيوزيلنديون معا يمتثلون بسهولة لتوجيهات قادتهم الذين تمكنوا منذ بداية الوباء من كسب ثقتهم.
والقادة أنفسهم لم يكتفوا بوضع استراتيجيات أنقذت بلدانهم من الأسوأ ولكنهم منحوا شعوبهم رفاهية القدرة على العيش بشكل طبيعي تقريبًا في اقتصادات مفتوحة دائمًا تقريبًا، مع الالتزام بالمحافظة على المسافة الجسدية وارتداء القناع في وسائل النقل العام في نيوزيلندا وجزء من أستراليا وعلى جميع الطائرات، حسب التقرير.
ولم تتجاوز نسبة الوفيات في أستراليا 909 حالات، في حين سجلت 25 حالة في نيوزيلندا منذ بداية الجائحة في بداية السنة الماضية.
وفي نهاية شهر يناير/كانون الثاني الماضي، وضع معهد لوي في مدينة سيدني الأسترالية، الذي قيم جودة إدارة الوباء من قبل مئة دولة على أساس ستة معايير، نيوزيلندا في المرتبة الأولى وأستراليا الثامنة وفرنسا في المرتبة الثالثة عشرة.