السودان يتهم إثيوبيا بالاعتداء على أراضيه.. ما سيناريوهات التصعيد بين البلدين؟ (فيديو)

استنكرت الخارجية السودانية، أمس الأحد، ما وصفته بالاعتداء الإثيوبي على أراض سودانية وقالت في بيان إن “هذا الاعتداء بمثابة انتهاك مباشر لسيادة السودان وسلامة أراضيه ولقيم الجوار والتعامل الإيجابي بين الدول”.
وأضاف بيان الخارجية السودانية أن “اعتداء إثيوبيا الأخير هو تصعيد يؤسف له ولا يمكن قبوله، وإن من شأنه أن تكون له انعكاسات خطيرة على الأمن والاستقرار في المنطقة، وإن السودان يحمل إثيوبيا المسؤولية كاملة عما سيجر إليه عدوانها من تبعات”.
إن إعتداء #إثيوبيا على الأرض السودانية هو تصعيد يؤسف له ولا يمكن قبوله، وإن من شانه أن تكون له انعكاسات خطيرة على الأمن والاستقرار في المنطقة، وإن #السودان يحمل #إثيوبيا المسؤولية كاملة عما سيجر إليه عدوانها من تبعات. واتساقاً مع خياراته،
— وزارة خارجية جمهورية السودان 🇸🇩 (@MofaSudan) February 14, 2021
وللتعليق على البيان تحدث الصحفي السوداني ضياء الدين بلال للجزيرة مباشر قائلا إن الاعتداءات الإثيوبية على الأراضي السودانية ليست جديدة ولكن من الواضح أن هناك احتقانا داخليا إثيوبيا تحاول السلطات التنفيس عنه من خلال خلق عدو خارجي.
ووصف الصحفي السوداني وضع رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد “بالمعقد جدا” داخليا ما جعله يلجأ لدعم مجموعات قبلية إثيوبية ترى في الاستيلاء على تلك الأراضي السودانية الحدودية فرصة لها لاستغلالها في أغراض الزراعة وغير ذلك.
#السودان يدين اعتداء #إثيوبيا على أراضيه.. هل تشعل هذه الاعتداءات فتيل الحرب؟#المسائية pic.twitter.com/uaHeJ0iNW8
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) February 14, 2021
واعتبر بلال أن ما يحدث على الحدود السودانية انعكاس لحالة الاحتقان الداخلي بالنظام الإثيوبي فكلما كانت هناك توترات داخلية كثُر التحرك على مستوى الحدود.
وعن احتمال نشوب حرب بين الدولتين خلال الفترة المقبلة بسبب الاعتداءات الإثيوبية المتكررة قال إنه يستبعد وقوع حرب في الوقت الراهن وذلك لأن كلا الطرفين يعانيان من أزمات داخلية لا تتيح لهما اللجوء لخيار الحرب.
وأضاف أن الحرب لا تحقق مصلحة أي من الطرفين لأن المناطق المتنازع عليها هي مناطق زراعية بالأساس وتحتاج للاستقرار حتى يتسنى الاستفادة منها، وإذا اندلعت حرب لن تتمكن إثيوبيا ولا السودان من الاستفادة من هذه الأرض.
ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي توترت الأوضاع على الحدود السودانية الإثيوبية بعد عمليات عسكرية للجيش السوداني أعاد فيها انتشاره في منطقة الفشقة الحدودية، بينما وصفت أديس أبابا تلك التحركات بأنها “اعتداء على أراضيها”.
نزاع تاريخي
ويدور نزاع تاريخي بين البلدين حول منطقة الفشقة الحدودية، إذ بدأ الخلاف منذ ستينيات القرن الماضي عندما دخل مزارعون إثيوبيون إلى المنطقة التي تعتقد إثيوبيا أنها جزء من أراضيها.
وقبلت إثيوبيا عام 1972 بالحدود الموروثة من عهد المستعمر البريطاني، وبمبدأ ترسيم الحدود على أساس اتفاقية موقعة بين البلدين عام 1902.
ومنذ عام 1972 تواصل التغول الإثيوبي في الأراضي السودانية حتى بلغ ما بين 25 و30 كيلومتراً في العمق السوداني، طبقاً للتقديرات السودانية، منها أكثر من مليون فدان زراعي يستخدمها نحو 1600 مزارع إثيوبي.
كما عمدت أديس أبابا إلى بناء قرى ومدن في المنطقة، وتأسيس عدد من المؤسسات الحكومية، مع تقييد تحرك الجيش والمواطنين السودانيين في المنطقة.