حارس الأقصى يكشف سبب هدم بيته وسر مكالمة فضحت الاحتلال (فيديو)

من أمام ركام بيته، كشف المقدسي فادي عليان للجزيرة مباشر، الأسباب الحقيقية وراء هدم قوات الاحتلال منزله بدعوى عدم الترخيص، لاسيما بعد انتشار مكالمة هاتفية بينه وبين ضابط مخابرات إسرائيلي.

وأكد عليان لبرنامج (المسائية) صحة المكالمة المتداولة والتي يهدده فيها الضابط بهدم بيته وتصعيد القضايا بينه وبين البلدية إن لم يتراجع عن نشاطه في القدس المحتلة، وتصديه لاستفزازات المستوطنين كونه أحد حراس المسجد الأقصى المبارك.

وقال عليان إنه تلقى مكالمات تهديد عديدة من ضباط شرطة ومخابرات الاحتلال كونه نشيطًا في مدينة القدس بحكم عمله، وقاموا بمساومته إما بترك وظيفته أو هدم المنزل والغرامة والإبعاد عن الأقصى وهو ما تكرر عدة مرات لكنه كان يعود أكثر نشاطًا.

ورغم أن تلك الاتصالات مستمرة منذ 6 أشهر، لكن الاحتلال قرر فجأة هدم البيت وفوجئ فادي باتصال يوم الأحد الماضي بأن عملية الهدم ستتم في اليوم التالي، رغم دفعه الغرامة واتباعه السبل القانونية لترخيص البيت الذي تعيش فيه 4 أسر منذ 10 سنوات تضم فادي ووالديه واخوته.

وأكد عليان أن هذا الهدم كيدي وظالم، لأن المنزل موجود في مكان يسمح فيه بالترخيص والبناء، ولعل المكالمة المنتشرة على منصات التواصل تكشف أكذوبة الديمقراطية التي يتحدثون عنها بعدما تخطت المخابرات الإسرائيلية كل أجهزة القضاء وطوعت جميع المؤسسات وأجبرتها على تقنين هدم البيت.

وظهر عليان وهو يتحدث من أمام خيمة وموقد قرب ركام منزله المهدّم، بينما يترك البرد القارس أثره في المكان. وتجمع أهل قرية العيسوية وحراس الأقصى والمقدسيين في المكان للتضامن مع عائلة فادي الذي بدا أكثر صمودًا وثباتا من ذي قبل.

وقال فادي “سنظل هنا في أرضنا صامدين مرابطين ثابتين على ركام بيتنا نتحمل تلك المأساة وأذى وإجرام الاحتلال”.

واختتم بالقول هذا هو حال المقدسين: اليوم فادي وغدًا محمد وبعده عيسى كل يوم يمارسون سياستهم الإجرامية تجاه المقدسيين وشعب فلسطين بشكل عام. وضع يعجز اللسان عن وصفه، لنا الله وربنا يصبرنا على هذه المأساة ويعوضنا خيرًا”.

وهدمت سلطات الاحتلال منزل عائلة فادي يوم الإثنين الماضي بدعوى عدم الترخيص، ضمن سياسة عمليات الهدم الإسرائيلية التي تستهدف الوجود الفلسطيني في القدس والضفة الغربية وتفريغها من سكانها لضمها لاحقًا إلى إسرائيل.

وتضع سلطات الاحتلال نظاما يعرقل منح تراخيص المباني والمنشآت الفلسطينية في القدس المحتلة، ويتدرج الاحتلال في إجراءات الهدم، عبر فرض المخالفات الباهظة على المنازل المستهدفة بالهدم بحجة “البناء بدون ترخيص” مع استمرار جباية الضرائب منها قبل أن يصل إلى مرحلة الهدم.

وفي عام 2019، طالبت الأمم المتحدة إسرائيل بوقف هدم ومصادرة بيوت الفلسطينيين، بعدما هدمت تل أبيب 16 من المباني السكنية في وادي الحمص جنوب القدس المحتلة، وهيمن الموضوع على جلسة لمجلس الأمن، وسط تنديد دولي واسع.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان