كيف يكون الدعاء مستجابا؟ ومن الحاكم الذي ينبغي الدعاء له؟ (فيديو)

الدعاء الراشد المستجاب ينبغي أن تتحقق فيه 3 أبعاد و4 شروط

قال الدكتور نور الدين الخادمي وزير الشؤون الدينية للجمهورية التونسية الأسبق إن الدعاء الراشد المستجاب ينبغي أن تتحقق فيه 3 أبعاد و4 شروط بحسب ما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية.

وأوضح أن الأبعاد الثلاثة هي الزمان والمكان والحال: أي أن يتحرى الداعي الزمان المناسب الذي جعل الله سبحانه وتعالي به بركة ورتب عليه نتيجة الإجابة كالسجود والثلث الأخير من الليل وساعة الجمعة.

وبالنسبة للمكان فقال هو “أن يتحرى الداعي المكان الذي اختصه الله سبحانه وتعالى بإجابة الدعاء كمكان السجود وبيوت الله تعالي وأي مكان فيه عبادة مطردة وخير كثير وعمل صالح تشهده الملائكة”.

وأضاف “أما البعد الثالث فهو الحال، أي حال هذا الداعي الإيماني القلبي والعقلي التدبري، أي أنه لابد أن يتدبر في دعائه لا أن يدعو باللسان فقط من غير عقل أو قلب وإيمان، فلابد أن يخشع بقلبه ويفكر بعقله وينسجم حاله الحياتي مع الصلاح والتقوى واستحضار مراقبة الله”.

وأوضح أنه إذا وجدت هذه الأبعاد الثلاثة في شخص واحد أو في مجموعة أشخاص أو في أمة، فذلك مظنة الدعاء الراشد المستجاب إن شاء الله تعالى.

أما الشروط الأربعة فقال الخادمي إنها التفسير للحال كما جاءت في سورة البقرة الآية 186 في قوله تعالى “وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون”، أي السؤال والاستجابة والإيمان والرشد.

وأوضح أن “الرشد” هنا هو خلاصة هذه الشروط والأبعاد ويعني أن يكون الداعي رشيدا أي حكيما واعيا عالما، والرشد أيضا ضد السفه، سفه الأموال والعقول بسوء تصرفها، والرشيد هو من يحسن التصرف المالي والمادي كما يحسن التصور العقلي والقلبي ودعاؤه يكون راشدا بناء على رشده.

وأضاف “قوله تعالى (لعلهم يرشدون) جاءت بصيغة الجماعة أي الرشد الجماعي كما جاءت بصيغة المضارع، وباعتبارها الغاية والهدف، وكأن المسلم الذي يدعو الله سبحانه وتعالى برشد إنما يتطلع إلى مزيد من الحكمة والرشد”.

الدعاء للحكام

وعن جواز الدعاء للحاكم، قال الخادمي إن الدعاء لولاة الأمور بالصلاح والتوفيق مقرر في الإسلام، ولكن أن يتم الدعاء للحاكم الذي يعتدي على شعبه ويظلم الناس ويتمادى في انفراده وتفويت حق الشعب وحق الأمة بما يفهم منه على أنه تزكية له ولظلمه وإعطاء مشروعية لما يفعل، فليس هذا من الحكمة في شيء.

وأضاف “إذن فلابد يكون مع الدعاء فقه وحكمة واعتبار مآل فهو كما ينبغي الانتباه والاحتياط ووزن هذه الأمور بميزانها الشرعي السنني والعلمي الموضوعي”.

وحول استخدام الدعاء لأغراض سياسية، قال الخادمي “في بعض الدول يُلزم الأئمة بالدعاء للرئيس أو الملك أو للأمير، وإن لم يفعلوا يتعرضون للإقصاء من الخطابة أو يحرمون من بعض أعمالهم أو للمحاسبة والمساءلة، وهذا كله مخالف لمشروعية الدعاء لأن أصله هو الإيمان والاقتناع ولا إكراه في الدعاء مثلما أنه لا إكراه في الدين”.

وأضاف “ولكن إذا الشعب رأى أن حاكمه عادل ويكافح الفساد أو الأعداء مثلا واقتنع الناس اقتناعا ذاتيا حرا وقرروا من تلقاء أنفسهم الدعاء له، فهذا الدعاء بإذن الله دعاء راشد ومستجاب”.

المصدر : الجزيرة مباشر