كورونا.. حريق يفاقم مأساة الهند ومنظمة الصحة تجيز الاستخدام الطارئ للقاح مودرنا

لقى 18 شخصا على الأقل حتفهم في حريق بمستشفى يعالج مرضى كورونا غربي الهند التي تواصل تسجيل أرقام قياسية عالمية في عدد ضحايا الفيروس، بينما منحت منظمة الصحة العالمية لقاح مودرنا ترخيص الاستخدام الطارئ.

واندلع حريق بمستشفى يعالج مرضى فيروس كورونا في ولاية غوجارات بغرب الهند في ساعة متأخرة أمس الجمعة، ليودي بحياة 18 على الأقل بينهم اثنان من العاملين في مجال الرعاية الصحية.

يأتي ذلك في وقت تواصل فيه الهند تسجيل أرقاما قياسية عالمية في عدد الإصابات، إذ أعلنت وزارة الصحة الهندية أن أكثر من 400 ألف إصابة جديدة بفيروس كورونا سجّلت خلال الساعات ال24 الماضية.

وبدأ الحريق قرابة منتصف الليل في وحدة العناية المركزة بمستشفى “باتيل ويلفير” المخصصة لمرضى كوفيد-19 في مدينة بهاروتش على بعد 185 كيلومترا شمالي أحمد آباد، المدينة التجارية الرئيسية بالولاية.

وقال مسؤول بالشرطة “لقي 16 مريضًا واثنان من العاملين حتفهم في الحريق، توفي 12 منهم بسبب الحريق والدخان، التحقيقات الأولية تظهر أن الحريق نجم عن ماس كهربائي”.

ويأتي الحريق في الوقت الذي يواجه فيه نظام الرعاية الصحية في الهند صعوبات للتعامل مع أزمة جائحة كورونا التي حصدت أرواح 211 ألف و853، وأصابت أكثر من 19 مليونا وفقا لبيانات وزارة الصحة اليوم السبت.

 الحكومة تجاهلت التحذيرات

من ناحية أخرى نقلت رويترز عن خمسة علماء أعضاء في منتدى مستشارين علميين شكلته الحكومة الهندية، إن المنتدى حذر المسؤولين في أوائل مارس/آذار من ظهور سلالة جديدة من فيروس كورونا أكثر عدوى في البلاد.

وعلى الرغم من التحذير، قال أربعة من العلماء إن الحكومة الاتحادية لم تسع لفرض قيود كبيرة لوقف تفشي الفيروس.

وحضر ملايين الأشخاص الذين كان معظمهم بلا كمامات مهرجانات دينية وتجمعات سياسية عقدها رئيس الوزراء ناريندرا مودي وزعماء حزب “بهاراتيا جاناتا” الحاكم وسياسيون معارضون.

وفي الوقت نفسه واصل عشرات الآلاف من المزارعين الاعتصام على أطراف نيودلهي احتجاجا على تغييرات مودي في السياسة الزراعية.

وتواجه الهند ثاني أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان صعوبة الآن في احتواء موجة ثانية من الإصابات أكثر شدة بكثير من الأولى في العام الماضي، والتي يقول بعض العلماء إنها تتسارع بسبب السلالة الجديدة وسلالة أخرى تم اكتشافها لأول مرة في بريطانيا.

ويعد الارتفاع في عدد الإصابات أكبر أزمة تشهدها الهند منذ تولى مودي منصبه في عام 2014، ولم يتضح بعد كيف يمكن أن يؤثر أسلوب معالجته لهذه المشكلة عليه وعلى حزبه سياسيا.

ومن المقرر إجراء الانتخابات العامة التالية في عام 2024.

وتناولت مجلة تايم الأمريكية موضوع تفشي فيروس كورونا في الهند، وقالت إنه تحول إلى أزمة حقيقية، بسبب الانهيار الذي حدث في المنظومة الصحية نتيجة للعدد الكبير في الإصابات والوفيات التي فاقت قدرة المستشفيات والمحارق.

لقاح مودرنا

من ناحية أخرى منحت منظمة الصحة العالمية أمس الجمعة لقاح مودرنا المضادّ لكوفيد-19 ترخيص الاستخدام الطارئ، ليرتفع بذلك عدد اللّقاحات المضادّة لفيروس كورونا التي حصلت على موافقة المنظمة الأممية إلى خمسة لقاحات.

وقالت المنظمة في بيان إن فريق الخبراء الاستشاري الاستراتيجي التابع لها بشأن التطعيم خلص إلى أن لقاح مودرنا فعّال بنسبة 94%.

ولقاح مودرنا مرخّص له في الولايات المتّحدة وأوربا، وتكمن أهمية حصوله على ترخيص المنظمة الدولية في أن هذه الخطوة تتيح للدول التي لا يمكنها تقييم فعالية اللقاحات أن تعتمد على تقييم المنظّمة الأممية، كما تسمح بضم اللقاح إلى سلة اللقاحات التي يوفرها برنامج “كوفاكس” للدول الفقيرة.

واللقاحات الأربعة الأخرى التي سبقت مودرنا في الحصول على ترخيص الاستخدام الطارئ من قبل منظمة الصحة العالمية هي “فايزر-بيونتيك” ولقاحا أسترازينيكا المصنعان في الهند وكوريا الجنوبية، و”جونسون أند جونسون”.

وقالت شركة موديرنا الخميس إنّها تتوقّع أن تنتج في عام 2022 ما يصل إلى ثلاثة مليارات جرعة من لقاحها وذلك بفضل التزامات تمويل جديدة لزيادة الإنتاج في مصانعها الموزعة في الولايات المتّحدة وأوربا.

وكانت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية منحت لقاح مودرنا تصريح الاستخدام الطارئ في 18 من ديسمبر/ كانون الأول 2020، في حين حصل اللقاح على ترخيص مماثل من قبل وكالة الأدوية الأوربية في 6 من يناير/ كانون الثاني هذ العام،2021.

حريق في مستشفى هندي لعلاج مرضى كورونا (رويترز)
المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات

إعلان