خبراء يكشفون التفاصيل.. كيف يتم التعرف على الجثث مجهولة الهوية؟ (فيديو)

أجرت “الجزيرة مباشر” جولة داخل معامل البصمة الوراثية التابعة للهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين التابعة لحكومة الوحدة الوطنية الليبية بالعاصمة طرابلس.

وتعد تلك المعامل مختبرات متطورة مختصة بإجراء عمليات تحليل الحمض النووي، والتي سيكون لها دور في عمليات التعرف على هوية ضحايا المقابر الجماعية التي عثر عليها خلال الأشهر الماضية في المدن التي كانت تخضع لسيطرة قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر.

وخلال الجولة، شرح أشرف صالح، رئيس قسم التخريط الجيني، وتحليل البيانات في إدارة المختبرات التابعة للهيئة، مراحل فحص العينات من أجل التعرف على الجثث مجهولة الهوية.

وقال صالح إن معامل البصمة الوراثية بالهيئة تبدأ العمل على خطين متوازيين:

  • الأول: استلام العينات من المقابر الجماعية التي يتم العثور عليها، وذلك وفقا للشروط والبروتوكول العالمي المتعارف عليه، والذي تدربت عليه الأطقم الليبية.
  • الثاني: استقبال أهالي المفقودين وأخذ عينات منهم، على أن تكون الأولوية لأقرب ذويهم (الأب والأم) ثم الأقرب (الأشقاء).
اكتشفت الهيئة العديد من المقابر الجماعية في ليبيا منذ هزيمة قوات حفتر (مواقع التواصل)

أما في المرحلة اللاحقة، فيستقبل المختبر مجموعتي العينات، وتخضع العينات التي تم العثور عليها في المقابر الجماعية لعمليات معقدة ودقيقة تم التدريب عليها في ألمانيا وتركيا، وتشمل تلك العمليات:

  • تنظيف العظام جيدا من التلوث الخارجي الذي تكون قد تعرضت له أثناء مكوثها في التربة.
  • استخدام المواد الكيميائية لتنظيف وصنفرة العينة لكشط الطبقة الخارجية التي قد تحتوي على ملوثات خارجية، مثل الفطريات والبكتيريا التي تنمو على العظام.
  • طحن العينة عن طريق جهاز يعمل بالنيتروجين السائل وتحويلها إلى مسحوق ناعم يتم استخلاص الحمض النووي المطلوب منه عن طريق جهازين متخصصين.
  • تقطير كمية الحمض النووي ونوعيته في العينة عن طريق جهاز آخر.

وبعد ذلك تتم مطابقة الحمض النووي المستخرج من العينة مع الحمض النووي الموجود في قاعدة البيانات الخاصة بذوي المفقودين، وإذا حدث تطابق تتم عملية تسمى (التضخيم).

وقال مسؤول في المعامل للجزيرة مباشر إن عملية التعرف على الجثث المجهولة بدأت قبل أشهر عدة، بعدما وضعت قاعدة بيانات للمفقودين في ليبيا، وأجريت عمليات تحليل لنحو 1400 عينة لأهالي المفقودين، تم من خلالها التعرف على 13 جثة، بالإضافة إلى 54 جثة مجهولة الهوية تتم دراستها ومطابقتها من قبل إدارة معامل البصمة الوراثية.

مقبرة جماعية عثر عليها قبل أشهر في ليبيا (مواقع التواصل)

المقابر الجماعية

ومنتصف يوليو/تموز الماضي، أعلنت الهيئة العامة للبحث والتعرف عن المفقودين أن فرقها عثرت على 226 جثة في مقابر جماعية بمدينة ترهونة وضواحي طرابلس الجنوبية التي كانت تحت سيطرة قوات حفتر.

ووفق مصادر ليبية، فإن العديد من الضحايا الذين عثر على جثثهم في المقابر الجماعية بترهونة أعدموا رميا بالرصاص، ودفن بعضهم أحياء، في حين تعرض آخرون لتعذيب مروع من قبل المسلحين الموالين لحفتر.

وكانت حكومة الوفاق الوطني الليبية طلبت مساعدة الأمم المتحدة للتحقيق في جرائم الحرب التي ارتكبتها قوات حفتر، وأكدت عزمها ملاحقة منفذيها.

من جانبه، تبنى مجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة الأممية -أواخر يونيو/حزيران 2020- قرارا بإرسال بعثة تحقيق إلى ليبيا.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان