مصور فلسطيني: هذه خطورة وجود بؤرة استيطانية في بلدة “بيتا” وهكذا أثبت الإرباك الليلي قوته (فيديو)

المصور الفلسطيني براء حسين يتحدث للجزيرة مباشر من داخل بلدة بيتا

من داخل بلدة (بيتا) الفلسطينية جنوب نابلس بالضفة الغربية، روى المصور الصحفي براء حسين للجزيرة مباشر حكايات مقاومة أهالي البلدة وتصديهم للاستيطان، مبيّنًا أثر “الإرباك الليلي” في مواجهة جيش الاحتلال.

وأكد حسين أن الفعاليات في بلدة بيتا مستمرة بشكل يومي حيث تفجرت الأوضاع هناك منذ أسابيع لكن العالم كان منشغلا آنذاك بقضية حي الشيخ جراح وحي سلوان، لافتًا إلى دور وسائل التواصل الاجتماعي في نقل الواقع والتي جعلت بيتا قضية تحظى باهتمام ناشطين عالميين.

وشدد على أن المقاومة الشعبية متواصلة وترتفع وتيرتها يوما بعد يوم، خاصة فعاليات الإرباك الليلي التي حاولت سلطات الاحتلال تفاديه و”تخدير” الأهالي بإعلان قرار إخلاء البؤرة الاستيطانية التي أقيمت منذ أسابيع على جبل صبيح في البلدة بينما الاستيطان يتوسع هناك في الحقيقة.

وأضاف أن أهالي البلدة متمسكون بقرارهم بمنع إقامة أي بؤر استيطانية ورفض الإخلاءات أو التهجير لأنهم أصحاب تلك الأرض مؤكدًا استمرار المقاومة والمواجهات والفعاليات بشكل يومي في مواجهة الاستيطان.

وفي ساعات النهار يستخدم المشاركون الإطارات المشتعلة حيث يحجب الدخان رؤية جنود الاحتلال للشبان وبالتالي حمايتهم من القنص والاستهداف، وتبدأ فعاليات النهار -وفق حسين- من التاسعة صباحا وحتى بداية المساء.

وفي الليل يأتي دور الإرباك الليلي الذي يهدف إلى إزعاج الاحتلال وإرباكه باستخدام مكبرات الصوت والمزامير والتكبيرات وصوت القرآن والإضاءة القوية والليزر بهدف تشتيت انتباه جنود الاحتلال الذين يحمون المستوطنين ورسالة واضحة لهم بأن “هذه أرضنا ولن نترككم يوما واحدا بالراحة فيها”، بحسب حسين.

وأكد حسين أن الإرباك الليلي أثبت نتائجه وبدأ المستوطنون يشتكون من رائحة الدخان وناشدوا بأنفسهم جنود الاحتلال الذين يقومون بحمايتهم، بعدم الدخول في مواجهات مع شبان البلدة، وهذه المناشدات منتشرة على حساباتهم بمواقع التواصل.

وبشأن خطوة إقامة بؤرة استيطانية في جبل صبيح، قال حسين إنها ستكون وسط قرى جنوب نابلس مما يضيّق على القرى التي حولها كما ستسمح بامتداد خط المستوطنات من حاجز زعترة حتى أريحا وبالتالي يتم فصل المناطق الشمالية من الضفة الغربية عن منطقة الوسط.

وأضاف أنه وفقًا لذلك سيكون حاجز زعترة هو المنفذ الوحيد بين محافظات الشمال، بالإضافة إلى أن وجود المستوطنة في منطقة مرتفعة كتلك ستجعلها مكشوفة على جميع قرى جنوب نابلس وهو أمر خطير وفيه تضييق واسع على المواطنين وبخاصة الذين يتنقلون بشكل يومي بين المدن.

وتُعرف بلدة بيتا بكونها إحدى القرى الفلسطينية المناضلة ضد الاستيطان منذ ثمانينيات القرن الماضي، وقتل على أرضها وأصيب العديد من المستوطنين أيضا، وباتت اليوم أيقونة لمقاومة الاستيطان يبدع شبابها طرقا جديدة للمقاومة.

وقبل يومين خرج أهالي الضفة وبيتا التي قدمت 4 شهداء خلال أسبوعين فقط، في نفير ليلي رفضا لبناء مستوطنة إسرائيلية على أراضيهم في جبل صبيح، وتبنت لجان المقاومة الشعبية في نابلس أسلوب “الإرباك الليلي” الذي عُرف أول مرة في غزة، كأحد وسائل وأشكال المقاومة الناجعة في مواجهة الاستيلاء على الأراضي وبناء المستوطنات.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان