“فريق واحد”.. نسخة إسبانية أكثر “إنسانية” من لينكد إن

الصدفة وحدها كانت وراء إنشاء واحد من أهم المواقع الإلكترونية الآن في إسبانيا، المنصة التي صنفها الإعلام بأنها “النسخة الأكثر إنسانية” من موقع التوظيف الشهير “لينكد إن”.
وبدأت مبادرة “فريق واحد” في وسط العاصمة الإسبانية مدريد، في يونيو/حزيران الماضي، حين وضع كهربائي لافتة طلب فيها الحصول على عمل بعدما فقد أي مصدر دخل على خلفية تفشي جائحة كورونا، وما ترتب عليها من آثار سلبية على قطاع الأعمال لا سيّما أصحاب الحرف.
في ذلك الوقت، تم إرسال صورة هذا الرجل إلى المخرج (جونزالو بيراليس) لينشرها بدوره عبر منصات التواصل الاجتماعي ويكون الوسيط الذي من خلاله حصل الرجل على عرض عمل خلال ساعة واحدة.
ظل بيراليس يجوب الشوارع على دراجته يتحدث مع أشخاص ومشردين يرغبون في الحصول على فرصة عمل، ومن ثم يكتب عنهم على مواقع التواصل الاجتماعي أملا في أن يجد لهم فرص عمل مناسبة.
وحول مبادرته قال بيراليس لصحيفة (الغارديان) البريطانية إن “أزمة كورونا خلفت ورائها العديد من العاطلين عن العمل، وخصوصا من هم أعمارهم بين 40 و50 عاما، والذين قضوا أعمارهم في احتراف المهن التي ليس لها علاقة بالتكنولوجيا والإنترنت”.
وفكرة مبادرة “فريق واحد” بسيطة تعتمد على أن يقوم الأشخاص الراغبين في الحصول على فرص عمل بالتواصل عبر تطبيق إنستغرام أو الموقع الالكتروني للمبادرة، وملء استمارة توضح حرفتهم ومهاراتهم.
بعد ذلك، يتحدث بيراليس معهم وينشر ملفاتهم الشخصية حتى يمكنهم التواصل مع أصحاب العمل المحتملين.
ويعمل مع بيراليس الآن مع اثنين من زملائه -بابلو غارسيا وميغيل خيمينيز- للمساعدة في تطوير المشروع إذ يقضون 10 ساعات يوميًا في الرد على الاستفسارات.
وأضاف بيراليس “الأمر مثل تطبيق لينكد إن ولكن أكثر إنسانية”.
وتابع “نحن نروي قصص الناس بطريقة إنسانية حتى يتمكن الآخرون من التعاطف معهم، هناك الكثير من الأشخاص الذين نعمل معهم في الخمسينات من العمر، ولديهم الخبرة التي ستكون حتما إضافة لأصحاب الشركات”.
ويعكف بيراليس والعاملون معه على تطوير فكرتهم حتى تصبح شركة اجتماعية ناشئة تطمح لمساعدة المزيد من العاطلين في الحصول على فرص عمل أكثر.