من “الدم والدموع والعرق”.. علماء يصنعون خرسانة للبناء على المريخ

“استعمار أو غزو الفضاء ” طالما كان حلما يداعب خيال المهتمين بهذا المجال.
وبينما ظلت القدرة على إيجاد موطأ قدم دائم للبشر في الفضاء أمرا صعب المنال، بسبب الوقت والتكلفة العالية لنقل المعدات، كشف باحثون من جامعة مانشستر البريطانية، عن تطويرهم مادة تشبه خرسانة البناء باستخدام “دم ودماء وعرق” رواد الفضاء.
وأعلنوا في دراسة، نشرها موقع (سبايس) الأمريكي، اليوم الأربعاء، أنهم تمكنوا من صنع الطوب الصلب عن طريق الجمع بين الثرى القمري أو المريخي مع بروتين موجود في دم الإنسان، ومركب اليوريا المتوفر في العرق أو الدموع أو البول.
بدوره، قال أليد روبرتس -الباحث الرئيسي في الدراسة- إنه وزملاءه “حاولوا تطوير تقنيات قابلة للتطبيق لإنتاج مواد تشبه الخرسانة على سطح المريخ”.
وأكد أنهم تمكنوا من صنع “الخرسانة التجريبية في المختبر باستخدام الثرى (التربة) المحاكى للمريخ والقمر، والألبيومين وهو بروتين شائع في دم الإنسان بصفة كونه عامل ربط”.
ووفقا للدراسة، نتج عن هذه العملية مادة جديدة، أطلق عليها اسم (أستروكريت)، لها مقاومة انضغاطية تصل إلى 25 ميجاباسكال (وحدة قياس الضغط والجهد)، وهى تقريبا نفس قوة ضغط 20-32 ميجا باسكال الموجودة في الخرسانة العادية.
وأدت إضافة اليوريا (موجودة في الدموع والبول والعرق) إلى جعل المادة أكثر صلابة، إذ زادت من قوة مقاومة الضغط حتى 39.7 ميجاباسكال.
وفي السياق، لفت روبرتس أن الدراسة اعتمدت على آلية كانت تستخدم فى القرون الوسطى، عندما كانت تُخلط دماء الحيوانات مع الملاط (المونة وهي مادة بناء) وكانت تساعد عملية “تخثر” الدم على تماسك هذه المواد.
يشار أن طاقم مكون من 6 رواد فضاء، يمكنه إنتاج أكثر من 500 كيلوغرام من أستروكريت عالية القوة، على مدار مهمة مدتها عامين على سطح المريخ، حسب المصدر ذاته.