من هم “الأوليغارشية” الذين تتهمهم أوكرانيا بمحاولة اغتيال مساعد الرئيس؟
في حادثة اعتبرتها السلطات الأوكرانية، أمس الأربعاء، أنها “محاولة اغتيال” استهدفت، سرهي شيفير، كبير مساعدي الرئيس فولوديمير زيلينسكي، ظهر مصطلح “الأوليغارشية”.
كان ذلك عندما ربط مستشار رئيس مكتب زيلينسكي، بين محاولة اغتيال شيفير، والحملة التي أعلنها الرئيس ضد رجال أعمال كبار تحت شعار محاربة حكم القلة (الأوليغارشية).
فمن هم القلة (الأوليغارشية) المتهمة بعملية الاغتيال؟
وفقا لقانون حديث، مرره البرلمان الأوكراني، صباح اليوم الخميس، عرفت الأوليغارشية بأنها “كل فرد يمتلك أصول مالية هائلة، ووسائل إعلام ضخمة”.
واعتبر النواب الأوكرانيون أن تمرير مثل هذا القانون “بداية للحد من تأثير حكم القلة، ومكافحة الفساد”.
وقال فولوديمير فيسينكو -المحلل السياسي المقيم في العاصمة الأوكرانية كييف- إن القانون” يجب أن يكون الخطوة الأولى في تغيير نظام الأوليغارشية في البلاد، والذي أصبح سببًا للفساد المستشري الذي يسمم جميع مجالات الحياة”.
وأضاف في تصريحات نقلتها وكالة (أسوشيتيد برس) أن الرئيس يحاول بهذا القانون “أن ينأى بنفسه عن كل الأوليغارشية وتغيير النظام الفاسد، الذي يتحكم فيه 6 أو 7 أشخاص”.
ونص القانون الذي يقوده زيلينسكي على حظر المنتمين لفئة (الأوليغارشية) من تمويل الأحزاب السياسية أو المشاركة في خصخصة أصول الدولة.
وبموجب التشريع يتعين على كبار المسؤولين -بما في ذلك الرئيس ورئيس الوزراء ورئيس البنك المركزي- الإعلان عن أي تعاملات لديهم مع الأفراد المصنفين على أنهم من الأوليغارشية.
وسيسمح تعريف الأوليغارشية الوارد في القانون للسلطات بتحديد الأفراد الذين يستوفون المعايير.
وفي هذا الشأن، من المتوقع أن يطال تأثير القانون والمحظورات التي فرضها كل من الرئيس الأوكراني السابق بيترو بوروشينكو، ورجل الأعمال إيهور كولومويسكي، الذي دعم زيلينسكي في انتخابات 2019، ويسيطر على القناة التلفزيونية الأكثر شعبية في أوكرانيا (1+1).
يشار إلى أن القانون سيدخل حيز التنفيذ فور توقيع الرئيس عليه.
الأوليغارشية كمصطلح
عرفت الأوليغارشية بأنها النظام السياسي الذي يمارس السلطة من قبل مجموعة صغيرة من الأفراد، مؤلفة من النخبة المثقّفة (الأرستقراطية) أو الأقلية المالكة (النخبة الثرية)، أو زمرة عسكرية، ويتم الخلط بينهم في كثير من الأحيان لتشكل الطبقة الحاكمة.
ويعتبر أفلاطون أول مفكر تحدث عن الأوليغارشية التي تعني حكم القلّة، وذلك في كتابه (الجمهورية).
وجاء أرسطو من بعده، ليعتبر أن الأوليغارشية هي مسخ الأرستقراطية وتنتهي دائما بحكم الطغيان والاستئثار بالسلطة، حسبما نقل موقع (بريتانيكا).
وتوجد الأوليغارشية في جميع بلدان العالم تقريبًا، ولكن يمكن القول إن وجودها أكثر وضوحًا في دول الاتحاد السوفيتي سابقا، إذ سُمح فقط لأعضاء الحزب الشيوعي بالتصويت وشغل المناصب.
وفي روسيا، الأوليغارشية هم رجال الأعمال في الجمهوريات السوفيتية السابقة الذين تربّحوا من الثروة بسرعة خلال عصر الخصخصة الروسية في أعقاب تفكك الاتحاد السوفياتي في التسعينيات.
وتركت الدولة السوفيتية ملكية أصول الدولة المتنازع عليها ما سمح بإجراء صفقات غير رسمية مع مسؤولي الاتحاد السوفيتي السابقين (معظمهم في روسيا وأوكرانيا) كوسيلة للحصول على ممتلكات الدولة، لتظهر بذلك قلة أصبحت من أصحاب المليارات.