واشنطن بوست: لا يمكن التعرف على أفغانستان تحت حكم طالبان وبايدن عليه التحرك بحذر
تناولت صحيفة (واشنطن بوست) في افتتاحيتها كلمة الرئيس الأمريكي جو بايدن أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أول من أمس الثلاثاء، والتي قال فيها بشأن أفغانستان “نفتتح حقبة جديدة من الدبلوماسية التي لا هوادة فيها”.
وتقول الصحيفة إنه يجب على بايدن التحرك بحذر في مسألة اعتراف الولايات المتحدة بنظام طالبان الجديد وتوقيت هذا الاعتراف، إذ ينبغي أن يتم الدفع بأكبر صفقة ممكنة مع طالبان خشية أن تتضرر المصالح الأمريكية والشعب الأفغاني.
في حين، سعت طالبان إلى تعجيل الأمر هذا الأسبوع من خلال مطالبتها الأمم المتحدة السماح للمتحدث باسمها -سهيل شاهين- بإلقاء كلمة أمام الهيئة، وهذا يعني التنافس على مقعد أفغانستان مع الممثل الحالي غلام إيزاكزاي، والذي من المقرر أن يلقي كلمة أمام الهيئة، الإثنين المقبل.
ورغم أنه من غير المرجح أن تحظى خطوة طالبان بتأييد لجنة أوراق الاعتماد التابعة للأمم المتحدة -تضم الولايات المتحدة- والتي لن تجتمع رسميًا حتى وقت لاحق من هذا الخريف، فإن الطلب يشير إلى نية طالبان تحسين وضعها الدولي الآن بعد أن سحقت على ما يبدو آخر بقايا المقاومة المسلحة ورشحت حكومة أمر واقع، على حد قول الصحيفة.
واعترضت الخارجية الأمريكية اعترضت على الطلب -وهذا هو النهج الصحيح برأي الصحيفة- إذ استوفت طالبان بالكاد شروط الحصول على اعتراف دولي أكبر، ناهيك بالإفراج عن مليارات الدولارات من أصول وممتلكات الجمهورية السابقة التي جمدتها الولايات المتحدة.
وتقول الصحيفة إن حكومة طالبان الموعودة تتألف من “رجال متشددين من طائفة البشتون لا يزال العديد منهم يخضع لعقوبات الأمم المتحدة”، كما تضم رجلا مصنفا كإرهابي مطلوب لدى الولايات المتحدة وهو سراج الدين حقاني، ولم يكن هناك مكان لهذه الحكومة لأي امرأة، وذلك على الرغم من أن طالبان أضافت عضوًا رمزيًا للأقلية الشيعية في البلاد، الثلاثاء الماضي.
وتتمثل إحدى طرق تشكيل حكومة شاملة في انتخابات حرة ونزيهة بإشراف دولي، لكن طالبان أعلنت معارضتها للديمقراطية وفرضت قيودًا على تعليم الفتيات، بما في ذلك حظرهن فعليا من حضور المدرسة بعد الصف السادس، وفقا للصحيفة.
وتبقى الحقائق على الأرض لصالح طالبان (بموافقة الشعب أو بدونها) فهي تسيطر على جميع الأراضي الأفغانية، وهذا يعني أن العالم سيتعين عليه التعامل مع طالبان في مرحلة ما.
ومع ذلك، لم تعترف أي دولة حتى الآن بالإمارة الإسلامية المزعومة لطالبان، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن الدول الأقل اهتمامًا من الولايات المتحدة بحقوق الإنسان في أفغانستان -مثل روسيا والصين وحتى باكستان الراعي السابق لطالبان- لا تثق بعد في طالبان، لكن حرمان من سمتهم الصحيفة “الإرهابيين” من الملاذ الآمن يمثل مصلحة مشتركة بين طالبان وواشنطن مما يشكل أساسا نادرا للتعاون.
وفي الوقت نفسه، تمكنت الولايات المتحدة من العمل عبر دولة قطر لأغراضها الأساسية، مثل إجلاء آخر عدد من المواطنين الأمريكيين.
وقالت الصحيفة في ختام افتتاحيتها “ينبغي أن تكون الدبلوماسية الأمريكية لا هوادة فيها ولكن صبورة أيضًا إذا أرادت إدارة بايدن أن تُلزم طالبان بوعودها وبالمعايير الدولية للحكم”.