خالدة جرار: هذا هو الشيء الوحيد الذي خفف عني وفاة ابنتي ولم يستطع الاحتلال اعتقاله (فيديو)

وصفت الأسيرة المحررة خالدة جرار -النائبة في المجلس التشريعي والقيادية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- اللحظات الصعبة التي استقبلت فيها وهي داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، نبأ وفاة ابنتها سهى قبل 3 أشهر وحرمانها من وداعها.
وأفرجت إسرائيل الأحد عن خالدة جرار بعد سجنها لعامين، وعقب الإفراج عنها مباشرة زارت قبر ابنتها سهى التي توفيت عن 31 عامًا في يوليو/تموز الماضي.
وقالت خالدة جرار خلال لقاء على الجزيرة مباشر، إنها عندما اعتُقلت في 2017 فقدت والدها ولكن الاعتقال الأخير كان الأصعب على الإطلاق حيث جاءت وفاة الابنة ليس ذلك فحسب، بل إن سلطات الاحتلال تمادت في تعنتها ومنعتها من المشاركة في جنازة سهى وإلقاء النظرة الأخيرة عليها قبل أن يواري جثمانها الثرى.
مشهد مؤثر .. #الأسيرة الفلسطينية المحررة #خالدة_جرار تزور قبر ابنتها التي حَرمَها الاحتلال من المشاركة بجنازتها. #المسائية #فلسطين #الأسرى pic.twitter.com/tSVsnFdqHo
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) September 27, 2021
وأضافت أن الاحتلال تحجج بأن خروجها يمثل “خطرًا” رغم تدخل منظمات حقوقية دولية كثيرة، ومع ذلك رفض الاحتلال حتى أن تودع ابنتها مثلما حرمها من الوجود معها في لحظاتها الأخيرة وهو ما اعتبرته الدليل الأكبر على أن هذا الاحتلال لا يفهم بالأساس معنى الإنسانية.
وتابعت “نحن الفلسطينيين -من فُقدوا وأُسروا واستشهدوا- نحن نعي جدًا معنى الإنسانية وهي مفاهيم لا يعي مغزاها الاحتلال وبالتالي هو لا يستوعب معنى فقدان أم لابنتها والتعنت في وداعها رغم اقتراب موعد خروجي من الأسر، وبالتالي أيضًا فهو يستمر بارتكاب الجرائم يومًا بعد يوم حتى في أصعب اللحظات التي يمر بها الإنسان”.
غير نادمة
وحين سئلت عن شعورها بالندم لنشاطها الذي رمى بها في غياهب سجون إسرائيل وحرمها وداع ابنتها، أجابت “نحن لا نعترف أصلًا بمفهوم الندم، نحن نناضل من أجل حرية شعبنا، الاحتلال هو المجرم، هو من انتزعني عنوة وبقوة السلاح واقتادني داخل زنزانة محكمة الإغلاق استقبلت فيها نبأ وفاة ابنتي في واحدة من أصعب لحظات حياتي”.
لماذا قام الاحتلال الإسرائيلي باعتقال #خالدة_جرار؟ وما الخطر الذي تشكله؟#المسائية #فلسطين #الأسرى pic.twitter.com/sZEjLS7G5m
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) September 27, 2021
واستطرت “لكن ما خفف عني حقًا وأدخل الدفء إلى قلبي هو تضامن الأسيرات معي وجميع الأسرى في سجون الاحتلال وكذلك أبناء وبنات شعبي وأحرار العالم الذين وصلتني رسائلهم القوية التي اخترقت جدران الزنزانة”.
وأكملت “هذا التضامن والدفء والحب هو الشيء الوحيد الذي لم يستطع الاحتلال اعتقاله وهو ما خفف عني مصابي وفي الوقت ذاته عرّى الاحتلال وأثبت أنه بالفعل مجرم حرب”.
وبشأن استهدافها واعتقالها المتكرر والذي امتد لأربع سنوات، قالت الأسيرة المحررة إن الاحتلال يستهدف أي فلسطيني ينتقد سياسات أو ممارسات إسرائيل، مضيفة أن التهم الموجهة إليها واعتبروا أنها تشكل خطرًا هي “النشاط السياسي” وهي اتهامات وصفتها بالسخيفة كونها تتمثل زيارات لعائلات الأسرى أو المشاركة في مسيرات وفعاليات تضامن.
وأشارت إلى أن مجرد الكلمة أو اللقاء الصحفي يعتبره الاحتلال “خطرا” وصاحبه يستحق الملاحقة، وبالتالي يزج بآلاف الفلسطينيين خلف أسوار السجون بشكل غير منطقي وغير مفهوم يعبر عن عنجهية المحتل وصلفه وحقده، وفق وصفها.
كيف تابعت #الأسيرة المحررة #خالدة_جرار عملية "#نفق_الحرية"؟#المسائية #الأسرى #فلسطين pic.twitter.com/Kh0mEVk8KV
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) September 27, 2021
أسرى جلبوع وإرادة الحياة
أما عن أسرى جلبوع الستة، فقالت خالدة إنهم بالفعل انتزعوا حريتهم لأن معظمهم محكوم بالسجن مدى الحياة وبعضهم معتقل منذ أكثر من عشرين عاما لم يروا خلالها أرض فلسطين ولم يتذوقوا التين والصبر والزيتون ولم يحتضنوا عائلاتهم منذ سنوات بعيدة.
وأشارت إلى أن عملية نفق الحرية تلك نجحت بالفعل في إعادة قضية الأسرى إلى الواجهة وعبّرت عن إرادة حب الحياة ومعانقة الحرية عند هؤلاء الأسرى والتي استحقت معاناة الحفر بأدوات بسيطة على مدار أشهر أسفل سجن يوصف بالخزنة الحديدية ونالوا بالفعل حريتهم وأحرجوا الاحتلال وفضحوه.
أسيرات الدامون
وبشأن الأسيرات داخل سجون الاحتلال، قالت “عندما غادرت سجن الدامون تركت 36 أسيرة، جزء منهن أمهات وأخريات كن طفلات وكبرن داخل السجن بالإضافة إلى أسيرات مصابات ومريضات”.
#الأسيرة المحررة #خالدة_جرار تكشف الانتهاكات الإسرائيلية ضد الأسيرات الفلسطينيات في السجون.#المسائية #فلسطين #الأسرى pic.twitter.com/lHFMp3EGWW
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) September 27, 2021
وأضافت “بشكل عام معنوياتهن جيدة فهن يحاولن التغلب على تعنت الاحتلال، بإعادة تنظيم حياتهن والتضامن مع بعضهن البعض ومحاولة استكمال تعليمهن وتثقيف أنفسهن بعدما منعهن الاحتلال من التواصل مع العالم الخارجي”.
وتابعت “لكن في المقابل هناك من يعانين إهمالًا طبيًا ومماطلة في تقديم العلاج كما في حالة الأسيرة إسراء جعابيص، فلا هناك طبيب متخصص ولا طبيبة نسائية ومع كل فحص يتم التحويل للمستشفى وهي رحلة غاية في الصعوبة تدفعهن لعدم طلب الفحص بالأساس”.
وعن هذه الرحلة إلى المستشفى تقول خالدة “يتم تقييد قدمي الأسيرة بكلبشات وتقييد اليدين أيضًا والتنقل عبر عربة البوسطة وهي نفسها مكان صعبة جدًا وصغير جدًا يجعل الرحلة قاسية وتجعلهن لا يفضلن إجراء الكشف تفاديًا لها”.
وبشأن تعنت الاحتلال مع الأسيرات، قالت “تضييق من كل اتجاه، مصادرة كتب وتفتيشات مستمرة ومنع الزيارات واستغلال جائحة كورونا لتمديد ذلك ومنع زيارات الأطفال والمحامين بحجة كورونا بالإضافة إلى منع الهواتف أو التواصل، كلها ظروف صعبة لكنهن يحاولن كسر هذه العزلة بابتداع أساليب لاستمرار إرادتهن وانتصار إنسانيتهن”.