ماكرون يطالب الأوربيين بالتخلي عن “السذاجة” حيال واشنطن وفرض احترامهم

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الثلاثاء، إن على الأوربيين “التخلي عن السذاجة عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن مصالحهم وبناء قدراتهم العسكرية الخاصة واستخلاص العبر” من الخيارات الاستراتيجية الجديدة للولايات المتحدة التي تتركز على خصومتها مع الصين.
وقال ماكرون خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، تعليقا على فسخ أستراليا عقدا لشراء غواصات فرنسية لصالح الولايات المتحدة، “حين نكون تحت تأثير ضغوط قوى كبرى، فإن إبداء رد فعل أو الإثبات بأن لدينا نحن أيضا القوة والقدرة على الدفاع عن أنفسنا لا يعني الانقياد إلى التصعيد، بل هو ببساطة فرض احترامنا”.
وتابع ماكرون “الولايات المتحدة الأمريكية صديق تاريخي كبير وحليف قيم، لكن لا بد لنا من الإقرار بأنه منذ أكثر عشر سنوات، تركز الولايات المتحدة جهودها بالمقام الأول على نفسها، ولها مصالح استراتيجية تعيد توجيهها إلى الصين والمحيط الهادئ”.
وأضاف ماكرون “هذا من حقهم، إنها سيادتهم الخاصة. لكننا سنكون هنا ساذجين أو سنرتكب خطأ فادحا إذا رفضنا استخلاص كل العبر لأنفسنا”.

وقال “بالروح البراغماتية ذاتها والوضوح ذاته، علينا كأوربيين تحمل قسطنا من المسؤولية في تأمين حمايتنا الخاصة. هذا ليس بديلا عن التحالف مع الولايات المتحدة، ليس استعاضة عنه، بل هو تحمل مسؤولية هذه الركيزة الأوربية في إطار الحلف الأطلسي”.
وخلص بالقول “مطلوب منا أن نتحمل مسؤولية أكبر في حماية أنفسنا، أعتقد أن هذا مشروع ويعود الأمر لنا في تنفيذه”.
وتشهد العلاقات بين فرنسا والولايات المتحدة حاليا أزمة دبلوماسية بعد الإعلان في 15 سبتمبر/ أيلول عن شراكة استراتيجية بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، مما أدى إلى فسخ عقد ضخم لبيع كانبيرا غواصات فرنسية.
ويأتي الاتفاق، وهو ضمن اتفاق تعاون عسكري ودفاعي استراتيجي أوسع، بعد أن طلبت أثينا بالفعل حوالي 24 طائرة مقاتلة رافال من شركة داسو هذا العام، مما يجعلها أول دولة في الاتحاد الأوربي تشتري الطائرة المقاتلة.

وقال ميتسوتاكيس “هذا سيجعل الروابط بيننا تمتد لعقود وهذا يفتح الباب لأوربا القوية والمستقلة والقادرة على الدفاع عن مصالحها في المستقبل”.
ولدى سؤاله إن كانت هذه الصفقة تنطوي على خطر إثارة التوتر في شرق البحر المتوسط، قال ماكرون إن الاتفاق لا يستهدف دولة على وجه التحديد، وإنما يركز على اليونان لوجوب حماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوربي.
وقال ماكرون “لا أعتقد أن اليونان في صيف 2020 كانت تتجه إلى القتال في شرق البحر المتوسط”.
وأضاف من واجبنا نحن الأوربيين إبداء التضامن مع الدول الأعضاء. ومن المشروع أن نلتزم بتجهيزها حتى تتمكن من ضمان سلامة أراضيها وأن نلتزم بالتعاون لحمايتها في حالة تعرضها لهجوم أو اعتداء.