“كف القمر مشلول”.. حكاية لاجئة عجوز مع أبنائها الخمسة تهز لبنان (فيديو)

أسرة لاجئة “مشلولة بالكامل” عدا الأم العجوز التي لا تقوى على مواجهة الحياة ومتطلباتها الصعبة. قصة معاناة رصدتها كاميرا الجزيرة مباشر من داخل مخيم (حلبا) بمحافظة عكار في أقصى شمالي لبنان.
جميع أبناء أسرة السورية السبعينية “جهيدة الأحمد” الخمسة، يعانون من الإعاقة وسط أوضاع معيشية مأساوية في مخيم النزوح.
جميع أفراد هذه العائلة النازحة يعانون من الشلل والإعاقة.. قصة معاناة رصدتها كاميرا الجزيرة مباشر pic.twitter.com/TrEbx08nuG
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) January 25, 2022
كف القمر “مشلول”
تقول الأم بكلمات تخنقها العَبَرات “كلهم مشلولين. عندي 5. بدّهم دواء. بدّهم أكل. ما عندي”، ثم انفجرت بالبكاء.
ويعيد هذا المشهد إلى الأذهان قصة الفيلم المصري (كف القمر) الذي كانت تردد فيه الأم -تُدعى قمر- لأبنائها الخمسة وهي ترفع كفّها “أنتم أصابع يدي.. أنتم حركتي وسندي”، لكن هذه الأم اللاجئة بات كفها مشلولًا بالكامل.

أمنية لاجئ قيّده المرض
أوضح الابن الأكبر للحاجة جهيدة طبيعة مرضه وأشقائه “عندي ضمور عصبي ما فيا أمشي ولا أتحرك يعني ما بقدر أقف، وما عندي قدرة على العلاج أو شيء، وإخوتي نفس المرض كمان، يعني حاولنا كتير نأخذهم للعلاج بس ما بيصير جديد”.
ويأمل ابن الحاجة جهيدة أن يتوفر له كرسي كهربائي متحرك من أجل توفير الطعام والشراب لأسرته المريضة. ويقول “بتمنى جدًّا إن حد يساعدني أحصل على كرسي كهربائي، بدّي أقدر أطلع أجيب ربطة خبر لإخواتي، ما حد راح يروح يجيبلي، أمي عمرها 70 سنة ما فيها تروح”.
مقابر بيضاء
وقبل أيام رصدت جولة للجزيرة مباشر واقع اللاجئين السوريين بالمخيم ذاته في ظل المنخفض الجوي الذي يضرب المنطقة ويفاقم معاناتهم مع اشتداد الصقيع، وفي ظل نقص كبير لمواد التدفئة ومساعدات الغذاء والإيواء.
وعمّقت العاصفة الثلجية مأساة اللاجئين الذين يتوزعون على عشرات المخيمات في الشمال اللبناني خاصة في سهل البقاع وعكار وعرسال، وتزامن ذلك كله مع انهيار اقتصادي ومعيشي غير مسبوق يقاسيه اللبنانيون منذ شهور.
ترك الأثر المدمّر للأزمة الاقتصادية و#كوفيد_19 العائلات اللبنانية والسورية تكافح من أجل الدفء ودرء خطر الجوع في ظل تقلبات الطقس.
ويهدد هذا العام بمصاعب أسوأ بكثير بسبب الأزمة الاقتصادية في #لبنان، التي أوقعت جميع اللاجئين في البلاد تقريبا في فقر مدقع.https://t.co/b6TLQOQbqx
— أخبار الأمم المتحدة (@UNNewsArabic) January 21, 2022
وخلال الأيام الماضية رصدت الجزيرة مباشر خيام النازحين في سوريا واللاجئين خارجها، إما غارقة في المطر والوحول أو مدمرة تمامًا بعدما غطتها الثلوج وحولتها إلى “مقابر بيضاء”.
وكثيرًا ما يوثق الناشطون عبر منصات التواصل مشاهد تفطر القلوب لأطفال بأقدام عارية يرتجفون بردًا في النهار بانتظار سطوع الشمس ولو دقائق لالتماس الدفء، ويرتعدون خوفًا في الليل حيث الظلام والصقيع معًا، فلا قمر ساطع ولا غطاء نافع والمحظوظ منهم من يمتلك موقد نار يضيء به ظلمة ليله الطويل.
تقاسي شهد، 6 سنوات، االثلج لتحضر الخبز لعائلتها في مخيم الطين شمالي #إدلب، بعد تهجيرهم من بلدة أبو ظهور شرقي إدلب، الأطفال السوريين كانوا الأكثر تأثراً بالحرب التي سلبتهم طفولتهم وأبسط حقوقهم بالعيش الكريم بسلام وفي منازلهم التي هجرهم منها نظام الأسد وروسيا.#الخوذ_البيضاء pic.twitter.com/y5NLoLY5d8
— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) January 23, 2022
وبحسب تقييم سابق للأمم المتحدة، لا يزال اللاجئون في لبنان يعانون من أجل العثور على مأوى لائق وآمن، مشيرًا إلى أن نحو 60% من عائلات اللاجئين يعيشون في مساكن معرّضة للخطر أو دون المعايير المطلوبة أو مكتظة وأن 9 من أصل كل 10 لاجئين لا يزالون يعيشون في فقر مدقع.
ويهدد هذا العام بمصاعب أسوأ بكثير بسبب الأزمة الاقتصادية في لبنان، التي أوقعت جميع اللاجئين هناك تقريبًا في فقر مدقع، ونصف السكان اللاجئين يعانون من انعدام الأمن الغذائي.
"ما راح ننام الليلة".. سوريون يحاولون جاهدين إزالة الثلوج المتساقطة على خيام النازحين في مخيمات "الزوف" بريف #جسر_الشغور غرب #إدلب #سوريا
المصدر | @anasanas84 – تويتر pic.twitter.com/bDj4MeVrMc
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) January 25, 2022