هل الابتسامة المزيفة تجعلنا أكثر سعادة؟ إليك أحدث دراسة

نستطيع خداع عقولنا من خلال ابتسامات مزيفة (غيتي)

“هل تزوير الابتسامة يجعلك تشعر بالسعادة؟” نوقش هذا السؤال منذ أن نشر عالم الطبيعة الشهير تشارلز داروين كتابًا عن الموضوع في عام 1872.

وكتب داروين “التعبير الحر عن طريق الإشارات الخارجية للعاطفة يزيد من شدتها، وحتى محاكاة المشاعر تميل إلى إثارة ذلك في أذهاننا”.

وعلى مر السنين، أجرى باحثون دراسات بطرق مختلفة لاستكشاف ما إذا كان المرسوم على وجوهنا يؤثر على شعورنا، ووجدت مراجعة أجريت عام 2019 لـ138 دراسة أن الابتسام يؤثر بالفعل على مشاعر الناس لكن التأثير كان ضئيلًا فقط.

والآن، وفي دراسة نُشرت بمجلة نيتشر هيومن بيهيفير قام باحثون بتجنيد 3 آلاف و800 متطوع من 19 دولة لبحث مسألة الابتسام المزيف، ومدى تأثيره الفعلي على الحالة النفسية.

ولكن إذا عرف المتطوعون ما يختبره الباحثون فقد يؤثر ذلك على النتيجة، ولذلك تظاهر الباحثون بأنهم يدرسون كيفية تأثير الحركات الصغيرة والإلهاءات على قدرات حل المسائل الرياضية.

وأكمل المشاركون مسائل حسابية بسيطة أعقبها استبيان عن السعادة والقلق، إضافة إلى مسح عن الغضب والتعب والارتباك لإخفاء الغرض من الدراسة.

ورصد الباحثون زيادة الشعور بالسعادة إلى حد ما عندما كان يُطلب من المشاركين الابتسام، وكتبوا “تشير النتائج إلى أن ردود الفعل على الوجه لا يمكنها فقط تضخيم الشعور المستمر بالسعادة، ولكن أيضًا تثير مشاعر السعادة في سياقات محايدة بخلاف ذلك”.

وللتحكم في هذا التأثير، قارن الباحثون مهام التعبير العصبي بالمهام الخادعة، وأظهر هذا أن الابتسام كان له تأثير على السعادة أكثر من الأنشطة البسيطة الأخرى التي تنطوي على حركة العضلات.

ورأى الباحثون أن تزوير الابتسامة يمكن أن يؤثر على مزاجنا، لأن الأشخاص يستنتجون أنهم سعداء لأنهم يبتسمون أو لأن الابتسام ينشّط تلقائيًّا العمليات البيولوجية المرتبطة بالعاطفة.

المصدر : ساينس ألرت