ماذا يحدث للجنين في بطن الأم إذا أكلت جزرا أو كرنبا؟

دراسة جديدة تبين أن الجنين يمكنه التذوق والشم داخل الرحم (رويترز)

كشفت دراسة جديدة لباحثين من جامعة (دورهام) أن الجنين يمكنه التذوق والشم داخل الرحم، وأظهرت نتائجها أن الأجنة خلال أشهر الحمل الثلاثة الأخيرة تبلغ مستوى كافيا لتمييز النكهات المنقولة من الأم.

وخلال التجربة التي أجرتها جامعة (دورهام) في بريطانيا، خضعت 100 امرأة تتراوح أعمارهن بين 18 و40 لـ36 أسبوعًا من الموجات فوق الصوتية، تناولت فيها مجموعة من المشاركات الكرنب وتناولت مجموعة أخرى الجزر.

وأظهرت النتائج ملامح البكاء على أجنة المجموعة التي تناولت الكرنب أو الملفوف في حين أظهرت ملامح الابتسام على أجنة مجموعة الجزر، مما يعني أن الأجنة قد راق لهم طعم الجزر مقارنة بالكرنب.

وتعد الدراسة هي الأولى التي تبرز دليلا مباشرا على تفاعلات الجنين مع النكهات التي يتعرض لها داخل الرحم، وينصح الباحثون باستثمار هذه النتائج في تعويد الأطفال على الطعام الصحي حتى لو كان طعمه غير مستساغ.

وفسر العلماء هذه النتائج بأن البشر يدركون عادة النكهات من خلال الجمع بين التذوق والرائحة، أما في الأجنة فيعتقد الباحثون أن هذه الآلية يمكن أن تحدث عن طريق ابتلاع السائل الأمنيوسي الموجود في الرحم.

ومن خلال مراقبة تفاعلات وجوه الأجنة، افترض العلماء مرور سلسلة من المحفزات الكيميائية عبر نظام الأم الغذائي إلى بيئة الجنين، ويمكن أن يلعب هذا دورًا رئيسيًّا في فهم تطور التذوق ومستقبلات حاسة الشم، بالإضافة إلى الإدراك والذاكرة المرتبطة بهما.

وقال الباحثون إن هذه النتائج يمكن أن تساعد الأمهات بشكل أفضل على الاطلاع على أهمية الأكل الصحي أثناء الحمل.

كما يمكن معرفة ما إذا كان النظام الغذائي للمرأة الحامل قد يؤثر في تفضيلات الأطفال الغذائية بمجرد ولادتهم، وما إذا كان التعرض المتكرر لنكهات مختلفة يمكن أن يجعل الأجنة يعتادون على هذه الأطعمة مع مرور الوقت حتى يتقبولها بعد الولادة بشكل أفضل عند تذوقها لأول مرة.

ويعتقد الباحثون أيضًا أن ما تأكله النساء الحوامل قد يؤثر في تفضيلات ذوق الأطفال بعد الولادة وربما تكون له آثار في تأسيس عادات غذائية صحية.

وبدأ العلماء الآن دراسة متابعة مع نفس الأطفال بعد الولادة لمعرفة ما إذا كان تأثير النكهات التي عُرّضوا لها في الرحم يؤثر في كيفية قبولهم للأطعمة المختلفة.

المصدر : الجزيرة مباشر