“الرصاصة السحرية”.. اكتشاف هرمون لإصلاح “القلوب المكسورة” بالمعنى الحرفي للكلمة
كشفت دراسة حديثة أن هرمون الأوكسيتوسين الذي يُطلق عليه “هرمون الحب” قد يساعد على التئام وإصلاح القلوب المكسورة بالمعنى الحرفي للكلمة.
وأجرى باحثون من جامعة ولاية ميشيغان الأمريكية تجارب على أسماك الزرد والخلايا البشرية، فوجدوا أن هرمون الأوكسيتوسين الذي يصنعه الدماغ قد يساعد أنسجة القلب على التجدد بعد الإصابة.
Oxytocin, a hormone of bonding & love, could heal damage following a #HeartAttack#Oxytocin stimulates #StemCells from the heart’s outer layer and migrates into the middle layer
where it develops into muscle cells that generate #HeartContractionshttps://t.co/e5CgUpvPb7
— Nayef Al-Rodhan (@SustainHistory) October 3, 2022
ولاحظ الباحثون أن للأوكسيتوسين وظيفة أخرى غير متوقعة، حيث يحفز الخلايا الجذعية المشتقة من الطبقة الخارجية لجدار القلب (النخاب) على الهجرة إلى الطبقة الوسطى (عضلة القلب) وهي خلايا عضلية تولد انقباضات القلب.
ويطمح الباحثون إلى إمكانية استخدام هذا الهرمون يومًا ما في علاج النوبات القلبية والعديد من المشكلات الصحية المرتبطة بالقلب لتعزيز تجديد قلب الإنسان بعد النوبة القلبية.
وأشارت الدراسة التى نُشرت نتائجها في مجلة (فرونتيه إن سيل أند ديفيلوبمنت بيولوجي) العلمية إلى أن هرمون الأوكسيتوسين يمكنه تنشيط آليات إصلاح القلب.
وأوضح الدكتور آيتور أغيري الأستاذ المساعد في قسم الهندسة الطبية الحيوية بجامعة ولاية ميشيغان -وهو كبير مؤلفي الدراسة- أن الأوكسيتوسين هو ببتيد عصبي (نواقل كيميائية مؤلفة من سلاسل صغيرة من الأحماض الأمينية) قادر على إعادة برمجة خلايا النخاب لتعزيز تجديد القلب.
Our new study in heart regeneration is out!
We found that oxytocin exerts reprogramming effects over the epicardium to promote heart regeneration. I hope you enjoy reading it!https://t.co/7Mp4bjSb2Z
— Aitor Aguirre (@aaguirrecano) September 30, 2022
وأشار أغيري في تصريحات نقلتها المجلة العلمية إلى أن خلايا عضلة القلب تموت عادة بأعداد كبيرة بعد النوبة القلبية لأنها خلايا عالية التخصص ولا يمكنها تجديد نفسها.
وأوضح أن الدراسات السابقة أظهرت أن مجموعة فرعية من الخلايا في النخاب يمكن أن تخضع لإعادة البرمجة لتصبح خلايا شبيهة بالخلايا الجذعية.
أسماك الزرد
واعتبر أغيري أن أسماك الزرد يمكن أن تُعلمنا كيفية تجديد القلوب بشكل أكثر كفاءة.
ولفت إلى أن أسماك الزرد تشتهر بقدرتها الاستثنائية على تجديد الأعضاء والخلايا، بما في ذلك الدماغ وشبكية العين والأعضاء الداخلية والعظام والجلد، حتى إنها قادرة على إعادة تكوين قلبها ولو فقدت ربعه.
الرصاصة السحرية
وأردف أن الأمر يكمن في هرمون الأوكسيتوسين الذي يعتبر “الرصاصة السحرية” لتجديد الأعضاء والخلايا مرة أخرى.
ووجد الباحثون في الدراسة أن أسماك الزرد تقوم في غضون ثلاثة أيام بعد الإصابة بإفراز كميات كبيرة من الحمض النووي الريبي وهرمون الأوكسيتوسين بنسبة تصل إلى 20 ضعفًا، مما يحفز الخلايا على التطور وإعادة بناء نفسها.
وأظهر الباحثون أن الأوكسيتوسين له تأثير مماثل على الأنسجة البشرية في المختبر، لذا فإن استخدامه لمعالجة تلف القلوب ليس أمرًا بعيد المنال ولو كان تجديد القلب جزئيًّا فقط.
ويعد التحدي الأكبر الآن أمام الباحثين هو قصر عمر الأوكسيتوسين في الدورة الدموية مما يعيق تأثيره الكبير في الخلايا البشرية.