قمة شرم الشيخ COP27.. ما علاقة التغير المناخي بمدى احتمالية نشوب نزاعات عربية؟

على مدار عامين متتاليين، يستضيف عالمنا العربي (مصر 2022 – والإمارات 2023) مؤتمر التغير المناخي في ظل تزايد وتيرة كوارث طبيعية وأزمات طاحنة في مصادر الطاقة تؤثر على شعوب منطقتنا والعالم متسببة في ارتفاع أسعار الأغذية وتدهور الحالة الصحية، وبالتالي من الخطأ تمامًا تحويل هذين المؤتمرين إلى مجرد ملتقيات شكلية. هذا ما يؤكده عالم الفضاء المختص بدراسة المياه في الأرض والمجموعة الشمسية الدكتور عصام حجي.
وفي هذا الصدد، يشير العالِم المصري –ضمن حوار مع موقع الجزيرة مباشر– إلى ملفين مهمين، هما الموارد المائية والنزاعات الحدودية، إذ سيؤدي نقص الموارد المائية على السطح مثل الأنهار والأمطار إلى الاعتماد أكثر على المياه الجوفية وغالبيتها مقتسمة بين دول عديدة في العالم العربي، ولا توجد اتفاقيات ملزمة لتوزيع هذا المورد المائي في عالمنا العربي الذي سيزيد الاعتماد عليه إذا امتدت فترات الجفاف، وبالتالي قد تنشب خلافات بسببه ناهيك عن تلك الموجودة أصلًا في ملف الأنهار.
كما يعتمد جزء كبير من ترسيم الحدود البحرية في منطقة الخليج العربي على مئات الجزر الرملية التي تقع على مستوى سطح البحر، وفي حالة الارتفاع المستقبلي المرتقب لمنسوب البحر نتيجة ذوبان الجليد في القطبين الشمالي والجنوبي للأرض، ومع زيادة عوامل التعرية البحرية، سيؤدي ذلك إلى تآكل وغرق أجزاء مهمة من الجزر وبالتالي اختفاء بعضها خلال عقود، وهذا بالتبعية سيفتح الباب لإعادة ترسيم أجزاء من الحدود البحرية في بعض المناطق التي قد تحتوي على موارد نفطية، وهو ما لن يمر دون خلافات أيضًا.

ويضيف حجي أنه في عالمنا العربي تغيب في أكثر الأحيان الحقيقة العلمية المرتبطة بفهم التغير المناخي، نتيجة عدم إيمان متخذي القرار بأهمية هذه الحقائق -وهو الممول الرئيسي للدراسات- وعدم اكتراث الإعلام بنشر الوعي البيئي لقاعدة شعبية عريضة، ومن هنا أصبحت الجهات البحثية المختصة بدراسات التغير المناخي لا تجد التمويل ولا الاستماع لتقارير الدارسات ولا تجد الجدية ولا البيانات لتحصل عليها، وتلجأ إلى مصادر تمويل أجنبية من الجهات الدولية الإنمائية المانحة مما يزيد الفجوة في المصداقية بينها وبين معظم الحكومات العربية التي تنظر سلبًا إلى هذه الجهات.