التدفئة بقشور الفستق.. السوريون يستعدون لشتاء قارس مع تفاقم أزمة الوقود (فيديو)

يدفع الانهيار الاقتصادي في سوريا، الناجم عن سنوات من الصراع والعقوبات الغربية وانهيار العملة وخسارة الحكومة للأراضي المنتجة للنفط في شمال شرق البلاد، ملايين الأشخاص إلى براثن الفقر كل عام.
ومع تراجع إيرادات الدولة اضطرت السلطات إلى خفض الدعم الذي كان يخفف من آثار الأزمة بالنسبة للسوريين؛ إذ تجد الحكومة صعوبة في تسديد ثمن واردات الوقود بعد أن أدت الحرب في أوكرانيا إلى ارتفاع أسعار الطاقة عالميًّا.
The areas held by #Syrian government suffer from severe fuel shortages, leaving streets with no traffic and residents, who already languish under a harsh winter, with no electricity. #Syriahttps://t.co/RnxL38Xeh6
— NORTH PRESS AGENCY – ENGLISH (@NPA_English) December 8, 2022
تحمل تكاليف التدفئة
ولا يستطيع السوري محمد أبو رمضان تحمل تكاليف التدفئة هذا الشتاء؛ لذا يتناوب هو وأُسرة أخته في دمشق على الاعتناء بالصغار، على أن يقتصر تشغيل التدفئة على المنزل الذي يمكث فيه الأطفال.
ومثل ملايين السوريين غير القادرين على تحمل تكلفة شراء المازوت والغاز -أو حتى العثور عليهما في كثير من الأحيان- اضطر أبو محمد إلى اللجوء إلى حلول بديلة للتغلب على أزمة الوقود التي تزيد من مصاعب الحياة بعد مرور أكثر من عقد على اندلاع الحرب الأهلية.
وقال هذا الموظف الحكومي الذي يحاول زيادة دخله من خلال العمل في ورشة طلاء في المساء، إنه يأكل هو وأولاده وجبة واحدة في اليوم منذ نحو شهرين.
وغالبًا ما يعمل لمدة 18 ساعة في اليوم، لكن حتى هذا لا يمكنه من جني ما يكفي من المال لتحمل تكاليف تدفئة منزله.
برد قارس وصقيع يخترق أجسادهم.. شتاء مرير للاجئين السوريين#سوريا #لبنان pic.twitter.com/nN1844VPV9
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) October 25, 2022
قشور الفستق بدلًا من المازوت
وبسبب الأزمة الاقتصادية وارتفاع أسعار المازوت المستخدم في الوقود في الأسواق، لجأ سوريون إلى مواقد بديلة تعمل بمواد غير مكلفة، ويمكن الحصول عليها بأسعار رخيصة.
وتحوّل العديد من السوريين عن المواقد التقليدية التي تعمل بالمازوت وتستخدم لطهي الطعام وتدفئة المنازل، إلى بدائل تعمل بالحطب أو قشور الفستق ونحوهما من المواد الرخيصة المتوفرة بكثرة في بعض نواحي البلاد.
Syrians long, cold winter without fuel
Syria's economic collapse, triggered by conflict, Western sanctions, currency crash & the gov's loss of its N.E. oil producing territories to U.S., has been pushing millions of people deeper into poverty every yearhttps://t.co/PwGuflyQ8e
— Joshua Landis (@joshua_landis) December 8, 2022
وقال المواطن السوري محمد كوير، وهو موظف حكومي من محافظة حماة “إن قشور الفستق الحلبي تولد حرارة أكثر من المازوت. تخليت عن المازوت بسبب ارتفاع سعره. قشر اللوز وقشر الفستق متوفران دائمًا”.
وفي هذا الصدد قال عبد الله وهو صاحب ورشة لتصنيع مدافئ القشور، إنه بدأ في تحويل المدافئ منذ 3 سنوات لتعمل بقشر الفستق الذي يمكن تحمّل تكلفته بدلًا من المازوت.
وأضاف “الإقبال يزداد عليها سنويًّا، كانت بالريف فقط ثم انتشرت بالمدينة بشكل تدريجي”، وقال إنه لا يزال لديه في المخازن مئات من المدافئ غير المباعة التي تعمل بالمازوت.
A home provides comfort for families who have been torn apart from their loved ones.
Khaldia fled #Syria eight years ago, and has been separated from her mother ever since…#Jordan pic.twitter.com/Dlin3INQAl
— NRC (@NRC_Norway) November 28, 2022
تحت خط الفقر
وبحسب منظمات إغاثة، فإن 9 من كل 10 سوريين يعيشون تحت خط الفقر، وإن عدد الذين هم بحاجة ماسة إلى المساعدات هذا الشتاء زاد بـ28% مقارنة بالعام الماضي.
وقالت سماح حديد من المجلس النرويجي للاجئين، الذي يوزع مدافئ وملابس كثيفة على السكان للوقاية من البرد “مع اقتراب شتاء قارس آخر، يتعين على الناس اللجوء إلى المزيد من الحلول لتدفئة أنفسهم”.
Löcher in den Wänden & Decken, keine Heizung & nicht genug zu essen. So sieht der Winter für Hayat aus.@WFP_Syria unterstützt Hayat & etwa 5,6 Mio. Menschen in #Syrien mit Ernährungshilfe. Doch durch Wirtschaftskrise & 📈Preise kann die Hilfe mit der Not kaum Schritt halten. pic.twitter.com/On5xbaxmnJ
— UN World Food Programme (deutsch) (@WFP_DE) December 8, 2022
حرق الملابس والبلاستيك
وأشارت إلى أن هناك أسرا تلجأ إلى حرق الملابس القديمة والأحذية والأكياس البلاستيكية والقمامة للتدفئة، على الرغم من الخطر الصحي الناتج عن الدخان والأبخرة.
وقالت أحلام محسن وهي أم لثلاثة أطفال تستخدم مدفأة تعمل بالحطب، إنها لا تشغلها إلا عندما يكون البرد قارسًا بسبب الدخان.
وشرحت قائلة “السنة الماضية ابن جيراننا شاب توفي من البرد، وأخاف على أولادي أن يموتوا من البرد، ما عاد فكرنا بالأكل والشرب، عم نفكر كيف بدنا نتدفأ”.