الأزمة الأوكرانية.. روسيا ترسل قوات إضافية للحدود وأوربا تستعد لاستقبال اللاجئين

جنود روس يشاركون في مناورات عسكرية بمنطقة لينينغراد (رويترز)

قال الناطق باسم وزارة الدفاع الأمريكية جون كيربي، الإثنين، إن روسيا عززت انتشارها العسكري عند الحدود مع أوكرانيا خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، رغم إعلان موسكو انتهاء بعض المناورات العسكرية.

وأوضح كيربي لمحطة (سي إن إن) التلفزيونية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “يتمتع بقدرات واسعة، ويستمر في إرسال قوات إضافية على طول الحدود مع أوكرانيا حتى خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، ولديه أكثر من 100 ألف جندي”.

وأضاف “هي ليست فقط مسألة أعداد. الأمر يتعلق أيضًا بقدرات على صعيد الأسلحة، من المصفحات إلى وحدات المشاة مرورًا بالقوات الخاصة والهجمات الالكترونية والدفاعات الجوية والصاروخية”.

وأعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، الإثنين، انتهاء جزء من المناورات العسكرية الروسية في حين أن هذه المناورات البرية والبحرية عند الحدود الروسية-الأوكرانية وفي بيلاروسيا تغذي المخاوف من تصعيد عسكري.

من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن تسوية دبلوماسية للأزمة بشأن أوكرانيا ممكنة، مقترحًا “مواصلة الحوار وتوسيعه” في تصريحات أقل حدة مما صدر عن موسكو في الأسابيع الأخيرة.

إلا أن الناطق باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أعاد التأكيد على أن الرئيس الروسي يملك كل القدرات لشن “هجوم عسكري تقليدي في أوكرانيا في أي وقت” أو هجوم محدود أكثر لزعزعة استقرار هذا البلد.

أوكرانيا تتلقى شحنة من المساعدات العسكرية الأمريكية في مطار بوريسبيل (رويترز)

    

“الاعتراف” بدونباس

وعلى صعيد متصل، قال رئيس مجلس النواب الروسي فياتشيسلاف فولودين إن البرلمان سيصوت الثلاثاء، ليقرر ما إذا كان سيطلب من الرئيس فلاديمير بوتين الاعتراف باستقلال منطقتين منفصلتين تدعمهما روسيا في شرقي أوكرانيا.

وأوضح فولودين إن النواب سيناقشون مشروعي قانونين بديلين بشأن الاعتراف بجمهوريتي دونيتسك ولوهانسك المعلنتين من طرف واحد في المنطقة المعروفة باسم دونباس، حيث تقاتل القوات الانفصالية الجيش الأوكراني منذ عام 2014.

وبموجب المشروع الأول قد يناشد البرلمان بوتين مباشرة للاعتراف باستقلال الجمهوريتين. وسيسعى الثاني -الذي تقدّم به نواب من حزب روسيا المتحدة المهيمن- إلى الحصول أولًا على آراء وزارة الخارجية والوكالات الحكومية الأخرى.

وسيمثّل الاعتراف بالمنطقتين خطوة من شأنها أن تقضي بشكل فعال على عملية مينسك للسلام في شرقي أوكرانيا التي تقول روسيا إنها ملتزمة بها. ولهذا السبب، يشك بعض المحللين في استعداد بوتين لاتخاذ مثل هذه الخطوة.

أوربا تستعد لاستقبال اللاجئين

وبدأت دول شرقي أوربا استعدادات لاستقبال مئات الآلاف الذين قد يفرون من أوكرانيا إذا تصاعدت الأزمة مع روسيا مع تحديد بعض المدن البولندية بالفعل الأماكن المتاحة لذلك ودراسة رومانيا إقامة مخيمات للاجئين.

ولا تزال ذكريات الستار الحديدي والنفوذ السوفيتي حاضرة في الأذهان بشكل كبير في الجناح الشرقي من الاتحاد الأوربي حيث يشعر الناس بقلق من أي عدم استقرار يمكن أن يؤثر على الاقتصاد ويؤدي إلى موجة من الهجرة التي شوهدت آخر مرة في التسعينيات أثناء انهيار يوغوسلافيا السابقة.

وتستعد الحكومات والمدن بالقرب من الحدود الأوكرانية -من الشمال إلى الجنوب- لاستيعاب لاجئين، إذا تطلّب الأمر ذلك.

واليوم الإثنين، قالت بولندا التي يقطنها ما بين مليون ومليوني أوكراني جاء معظمهم من أجل العمل، إنها تستعد لأسوأ الحالات.

مدنيون في كييف يحضرون تدريبات عسكرية وسط تهديد بالغزو الروسي (رويترز)

 

“خطأ فادح”

من جهته، رأى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الإثنين، أن قرار دول غربية -من بينها الولايات المتحدة وكندا- نقل سفاراتها من كييف إلى غربي أوكرانيا “خطأ فادح”.

وقال الرئيس الأوكراني خلال مؤتمر صحفي مع المستشار الألماني أولاف شولتس إن “نقل بعض السفارات إلى غربي أوكرانيا خطأ فادح، لكنّ القرار عائد لهم.. أوكرانيا موحّدة، وإن حصل شيء فسيكون في كل مكان”.

وأجْلت دول عدة دبلوماسييها، كما حثت مواطنيها على مغادرة أوكرانيا.

وأمرت الولايات المتحدة معظم بعثتها الدبلوماسية بمغادرة كييف على أن تبقي حضورًا قنصليًّا في مدينة لفيف غربي أوكرانيا.

وأغلقت كندا سفارتها موقتًا في كييف ونقلت أنشطتها الدبلوماسية إلى لفيف، وكذلك أستراليا.

ونقلت ألمانيا قنصليتها من دنيبرو في شرقي أوكرانيا إلى لفيف.

المستشار الألماني (يسار) في كييف (رويترز)

 

“في الحضيض”

وأثار الوجود العسكري الأمريكي المتزايد في أوربا غضب روسيا، وعلى الرغم من تعزيز الحوار بين البلدين في الآونة الأخيرة فلا تزال العلاقات غير جيدة.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن إحدى النقاط الإيجابية هو أن الرئيس بوتين ونظيره الأمريكي جو بايدن اللذين تحدثا عبر الهاتف يوم السبت، كانا على اتصال.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن بيسكوف قوله إن “هذا تطور إيجابي لأنك تعلم أنه قبل عامين فقط لم يكن هناك حوار، ولم تكن هناك مثل هذه الاتصالات على الإطلاق”.

وأضاف “ولكن بالنسبة لبقية الجوانب، فمع الأسف لا يمكن الحديث سوى عن سلبيات فقط في العلاقات الثنائية. وصلنا إلى مستوى متدن للغاية. إنها في الواقع في الحضيض”.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات

إعلان