روسيا تسخر من الإعلام الغربي لتحديده يوم الأربعاء موعدًا لغزو أوكرانيا

سخر الكرملين وكبار المسؤولين الروس، الأربعاء، من وسائل الإعلام الغربية التي حددّت اليوم 16 فبراير/شباط موعدًا “للغزو” الروسي لأوكرانيا.
وقالت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على وسائل التواصل الاجتماعي “أرغب بالسؤال إن كان بإمكان مصادر المعلومات المضلّلة الأمريكية والبريطانية.. نشر جدول لعمليات الاجتياح المقبلة التي سننفّذها على مدى العام. أرغب بالتخطيط لإجازاتي”.
المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا تسخر من وسائل الإعلام الأمريكية والبريطانية: أبلغونا بموعد "الغزو" للعام المقبل كي ننظم إجازاتنا#روسيا #أوكرانيا pic.twitter.com/0Oj3JFqIII
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) February 16, 2022
وحذّرت أجهزة استخبارات غربية من أن موسكو قد تختار، يوم الأربعاء، لتصعيد النزاع بين كييف والانفصاليين في شرق أوكرانيا، بعدما حشدت روسيا أكثر من مئة ألف جندي قرب حدودها مع أوكرانيا.
لكنّها لفتت إلى أن هذا التاريخ قد يكون محاولة روسية للتضليل، وذكرت بعض وسائل الإعلام أن الهجمات الروسية قد تبدأ في وقت مبكر من صباح الأربعاء.
وفي إيجاز للصحفيين في وقت لاحق الأربعاء، قالت زاخاروفا “اليوم، نحتفل بيوم آخر من دون عدوان على أوكرانيا، وهو يوم آخر سيقرّبنا من حرب من نوع ما وعدنا بها الجميع”.
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف “مرّت الليلة كالعادة وخلدنا إلى النوم بسلام. في الصباح، سنبدأ اليوم بهدوء ومهنية”.
ولدى سؤاله بشأن ما إذا كان الكرملين قد تواصل مع ممثلين عن دول أخرى في وقت مبكر من الصباح، ردّ قائلًا “لم نعتد التواصل مع الدول الأجنبية خلال الليل”.
وأضاف “بصراحة، الطريقة التي تتطور من خلال هستيريا الغرب تشير إلى أن الوقت ما زال طويلًا قبل أن تبلغ ذروتها. لن يكون هناك هدوء في أي وقت قريب. علينا أن نصبر”.
وذكر وزير الخارجية الروسي، الذي تحدّث إلى نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن عشية الموعد، أن التقارير عن توقيت الهجوم أربكت المسؤولين.
وقال لافروف “لن أقول إننا نراها مسلية، لكنها بالتأكيد تتركنا في حيرة من أمرنا”.
من جانبه، رأى السناتور الروسي المقرّب من الكرملين أليكسي بوشكوف أن الضجة التي أحدثها الغرب بشأن موعد 16 فبراير “ستبقى في تاريخ السياسة العالمية”.
وتابع “فضلًا عن الفترة التي سبقت حرب العراق، لم يكن هناك قط خبر سياسي زائف مؤثر إلى هذا الحدّ في التاريخ الحديث”.
وكانت وسائل إعلام أمريكية قد ذكرت أن الرئيس الأمريكي جو بايدن أبلغ قادة الدول الغربية أن روسيا قد تهاجم أوكرانيا في 16 فبراير الجاري. وإثر ذلك، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن 16 فبراير الجاري هو عطلة رسمية في البلاد باسم “يوم الوحدة”.

من ناحية أخرى، سخر الممثل الروسي الدائم لدى الاتحاد الأوربي فلاديمير تشيزوف من أن روسيا “ليس لديها خطط لغزو الأراضي الأوكرانية يوم الأربعاء”.
وأضاف في مقابلة مع تلفزيون “ويلت” الألماني: “يمكنني أن أؤكد أنه لن يكون هناك هجوم الأربعاء، ليس من المتوقع حدوث تصعيد الأسبوع المقبل ولا بعده بأسبوع ولا الشهر المقبل”.
وتابع الدبلوماسي الروسي قائلًا: “نادرًا ما تبدأ الحروب في أوربا يوم أربعاء”، وقال الممثل الروسي إن تقارير الغزو الروسي المحتمل لأوكرانيا “لا تدعمها أي أدلة”.
وقال: “عندما تقدم مثل هذه المزاعم، يجب أن تدعم بالأدلة، وإلا فإنها ليست سوى بهتان”، ودعا تشيزوف الدول الغربية إلى أخذ القضايا الأمنية، بما في ذلك تلك التي حددتها موسكو “على محمل الجد”.
وقال: “إذا استمع شركاؤنا إلى مخاوفنا فإن خفض التصعيد سيتبع ذلك بسرعة، وسيكون ذلك مفيدًا لجميع الأوربيين ولجميع الدول الأخرى في العالم”.